تقليل استهلاك السكر منذ الطفولة يحمي القلب مدى الحياة

كشفت دراسة علمية واسعة نُشرت في دورية بي إم جاي (BMJ) البريطانية أن تقليل استهلاك السكر خلال أول عامين من حياة الإنسان يمكن أن يحقق فوائد صحية طويلة الأمد للقلب في مرحلة البلوغ، مؤكدةً أن هذه الفترة المبكرة تشكل "نافذة ذهبية" تحدد مخاطر القلب والأيض طوال الحياة.

ونقلت صحيفة إندبندنت البريطانية عن فريق البحث أن الأطفال الذين وُلدوا في ظل تقنين السكر خلال الحرب في المملكة المتحدة (1940–1953) — حين كان استهلاك السكر اليومي لا يتجاوز 40 غرامًا للفرد — أظهروا صحة قلبية أفضل بشكل ملحوظ في حياتهم اللاحقة.

اعتمدت الدراسة على بيانات 63,433 شخصًا من قاعدة بيانات يو كاي بايوبنك (UK Biobank)، وُلدوا بين عامي 1951 و1956، وتابعت حالاتهم القلبية على مدى عقود. وبيّنت النتائج أن الذين خضعوا لتقنين السكر أثناء الحمل وأولى مراحل الطفولة كانوا أقل عرضة بنسبة 20 إلى 31 في المئة للإصابة بأمراض القلب، والنوبات القلبية، وفشل القلب، والسكتة الدماغية، مقارنةً بمن لم يخضعوا لذلك التقنين.

كما أظهرت النتائج أن هؤلاء الأفراد عاشوا عامين ونصف أطول دون أمراض قلبية، وأن تأثير التقنين ازداد كلما طالت مدته، وهو ما يعزوه الباحثون جزئيًا إلى انخفاض معدلات السكري وارتفاع ضغط الدم بين هذه الفئة.

وأوضح الباحثون - من جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا وكلية الطب في بوسطن — أن الألف يوم الأولى بعد الحمل تمثّل مرحلة حساسة لتطور القلب والأيض، إذ تؤثر خلالها عادات التغذية على مسار الصحة مدى الحياة.

وأشاروا إلى أن كثيرًا من الرضع والأطفال الصغار اليوم يستهلكون كميات مفرطة من السكر المضاف، سواء من خلال نظام الأم الغذائي، أو الحليب الصناعي، أو الأطعمة الصلبة المبكرة. وأكدوا أن الحد من السكر في هذه المرحلة المبكرة يمكن أن يقلل بشكل كبير خطر الإصابة بالنوبات القلبية وفشل القلب والرجفان الأذيني والسكتات الدماغية لاحقًا.