الاثنين 03 نوفمبر 2025
23°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
اليقطين... كنز الخريف الغني بالفوائد الصحية
play icon
الصحية

اليقطين... كنز الخريف الغني بالفوائد الصحية

Time
الخميس 30 أكتوبر 2025
مشروب "اللاتيه" بتوابله أشعل جدلاً!

بينما يحتفي العالم بفصل الخريف بثماره الغنية وألوانه الدافئة، يتصدر اليقطين - أو القرع العسلي - المشهد بوصفه رمزاً موسمياً يجمع بين الفائدة الغذائية والجدل الثقافي. فهذه الثمرة التي اشتهرت بفطائرها وحساءها الغني، أصبحت أيضاً مادة الجدل بين الأميركيين والأوروبيين بفضل مشروب لاتيه توابل اليقطين الذي تحوّل إلى أيقونة خريفية عالمية.

غذاء خريفي متكامل

يُعدّ اليقطين أحد أكثر ثمار الخريف تنوعاً في الاستخدام، وغالباً ما يُصنّف خطأً ضمن الخضروات رغم انتمائه إلى الفواكه. يتميز بقشرته السميكة ولونه البرتقالي الزاهي، ويُستخدم في وصفات عديدة، من الحساء والفطائر إلى المربى والعصائر.

ويُعتبر خياراً غذائياً مثالياً لمن يتبعون نظاماً صحياً متوازناً، إذ يحتوي الكوب الواحد من اليقطين الطازج على نحو 30 سعرة حرارية فقط، مقابل 83 سعرة حرارية في المعلب، كما أنه غني بالألياف ومضادات الأكسدة والفيتامينات (أ) و(ج)، ومعادن مهمة كالبوتاسيوم والزنك والسيلينيوم.

وتشير دراسات منشورة في Harvard Health وNutrition Reviews إلى أن تناول اليقطين بانتظام يسهم في تعزيز صحة القلب وخفض الكوليسترول الضار، والوقاية من السكري وأمراض الكبد، إضافة إلى تقوية النظر وحماية البشرة من أشعة الشمس. كما يُساعد محتواه العالي من الألياف على التحكم بالوزن وتعزيز الشعور بالشبع.

ولا تقتصر فوائد اليقطين على التغذية فقط؛ إذ يمكن استخدامه كقناع طبيعي لترطيب البشرة وتقشيرها، عبر مزجه بالعسل والحليب أو صفار البيض، ليمنحها ملمساً ناعماً وإشراقاً طبيعياً.

من فطيرة المائدة إلى فنجان الجدل

لكن خلف هذا الرمز الخريفي الدافئ، تقف قصة أخرى تثير الانقسام في عالم القهوة. فمنذ أن ابتكرت شركة ستاربكس (Starbucks) مشروب لاتيه توابل اليقطين عام 2003، تحول إلى أحد أشهر رموز الخريف في الولايات المتحدة، غير أنه واجه انتقادات واسعة في أوروبا، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

يحتفي الأميركيون بالمذاق المنكّه الذي يمزج القهوة بالحليب وتوابل القرفة والقرنفل والزنجبيل واليقطين، بينما يرى عشّاق الإسبريسو في أوروبا أنه "مشروب صناعي يبتعد عن أصالة القهوة". ففي روما وصفه خبراء القهوة بأنه "حلوى سائلة"، فيما لجأت مقاهٍ في باريس إلى تقديم نسخ عضوية منه لاستقطاب الشباب والسياح الأميركيين. أما في برلين ولندن، فأصبح مشروباً موسمياً يزداد الإقبال عليه في أكتوبر ونوفمبر.

جدل بين الأصالة والابتكار

وترى "نيويورك تايمز" أن الجدل حول لاتيه توابل اليقطين يعكس صراعاً أوسع بين ثقافة القهوة الأوروبية الأصيلة التي تقوم على النكهة الخالصة للإسبريسو، والثقافة الأميركية الحديثة التي تميل إلى الابتكار وإعادة ابتكار المذاق عبر النكهات الموسمية. وبين هذا وذاك، يظل اليقطين ثمرةً فريدة تجمع بين القيمة الغذائية والرمزية الثقافية، ليتحول من طبق خريفي كلاسيكي إلى رمز عالمي تتقاطع فيه الصحة، النكهة، والهوية.

آخر الأخبار