أحيا الأديب طالب الرفاعي ندوة بعنوان "دوخي... سرد النغم"، وأدارها الناقد د.فهد الهندال، بتنظيم الجمعية الكويتية للتراث، وحضور حشد من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني.
تحدث الرفاعي خلال الندوة عن التجربة الإبداعية للفنان الراحل عوض دوخي مستعرضاً مسيرته الفنية الطويلة التي شكلت علامة بارزة في تاريخ الأغنية الكويتية والخليجية، وما قدمه من أعمال تركت أثرا عميقاً في وجدان الجمهور.
ودار حوار بين الهندال والرفاعي في سياق الندوة، كي يجيب الرفاعي عن سؤال: "هل الرواية تتكلم عن عوض دوخي منفصلاً عن التراث وعن الكويت؟ ليقول: "مثلما تقدم الرواية دوخي فهي تقدم العيش الكويتي"، مبينا أن المطرب عوض دوخي ولد عام 1932 ورحل عام 1979 عن عمر 47 عاماً، وأنه عاش فترة مهمة من تاريخ البلاد، وهي انتقال المجتمع من البساطة إلى الحداثة.
وأضاف أن دوخي، من خلال تجربته الغنائية، لم يقدم ذاته فقط، بل قدم التراث الموسيقي الخليجي والعربي في أبهى صوره، فكان صوته مرآة للتحوّلات الاجتماعية والثقافية التي عاشتها الكويت في تلك الحقبة.
ومن جهته أشار الهندال، إلى أن الرواية تحمل الكثير من التفاصيل والأمور التي ربما لم نعلمها سرداً من قبل عن حياة الفنان الكبير عوض دوخي، موضحاً أن الطريقة التي تناولها الرفاعي من خلال المحاكاة السردية، والسيرة الذاتية السردية، مستفيداً من توظيف عنصر الزمن وجماليات المكان والصوت والموسيقى التي حضرت بقوة في نسيج العمل الروائي.
وقدم الهندال خلال الندوة ورقة نقدية تضمنت أربعة محاور رئيسية تناولت جوانب مختلفة من الرواية، مشيراً إلى أنه سيقوم قريباً بنشر دراسة موسعة حول هذا العمل، مؤكداً أن الرواية تستحق الكتابة عنها لما تحمله من خزين من الذكريات، والسرد الذاتي نيابة عن عوض دوخي
من جهته قال رئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد العبد الجليل: إن الأديب طالب الرفاعي قدم ندوة ثرية تناولت مسيرة الفنان الراحل عوض دوخي، الذي لم يكن مجرد صوت مميز فحسب، بل كان شخصية محبوبة لدى الشعب الكويتي، إذ يعد فناناً شعبياً ترك أثراً كبيراً في تاريخ الفن الكويتي، وشخصية جديرة بأن تكرم وتتناول في مثل هذه الفعاليات التي تنظمها الجمعية.
من جانبه عبر د.حسن الجمالي عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي المميز، الذي جمع بين الأدب والموسيقى والتراث، لافتا أنه قدم مجموعة من الأعمال الكلاسيكية الخالدة للفنان دوخي، التي لاقت صدى طيباً وتفاعلاً كبيراً من الحضور، لما تحمله من روح الأصالة وجمال النغم الكويتي الأصيل.
حيث شارك في الفقرة الموسيقية عدد من الفنانين، حيث عزف على الكمان الفنان منصور المزيعل، وشارك آلة الدف كل من فهد العربيد وعبد الحميد صبحي، بينما تولى عادل حمودة الإيقاع، ليشكّلوا معاً لوحة فنية جميلة أعادت إلى الأذهان عبق الأصوات القديمة وسحر الموسيقى الكويتية التراثية.