تكريم الشاعر الكبير عبداللطيف البناي
نوري وبن ثاني والسالم ورولان تغنوا بأعمال فارس الأغنية الكويتية "الطيب الغالي"
شهد المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ليلة من أجمل ليالي الكويت الفنية، حملت عنوان "فارس الأغنية الكويتية"، احتفاءً بالشاعر الكبير عبداللطيف البناي، أحد أعمدة الكلمة الغنائية في الكويت والخليج، وذلك ضمن فعاليات مهرجان ليلة عمر الغنائي 2025، بتنظيم وإنتاج شركة ليلة عمر للإنتاج الفني، وبمشاركة الفنانين بدر نوري، جاسم بن ثاني، فهد السالم و رولان وقيادة المايسترو د. خالد نوري، افتتحت الأمسية بعرض بصري مؤثر تناول سيرة الشاعر ومسيرته الممتدة على مدى أكثر من خمسة عقود، عرضت خلاله لقطات أرشيفية متنوعة، وانطلقت شارة البداية مع الكورال الذي تغنى برائعة البناي التي كتبها للفنان محمد عبده "هلا بالطيب الغالي" وسط تصفيق حار من الجمهور.
وعند الانتهاء تم عرض فيديو ومشاهد من أعمال البناي التلفزيونية الشهيرة مثل "خالتي قماشة"، "خرج ولم يعد"، "الغرباء"، "على الدنيا السلام"، "مدينة الرياح"، "زوارة الخميس"، "بياعة النخي" وغيرها من الأعمال التي شكلت جزءًا من الذاكرة الكويتية. وتفاعل الجمهور بشكل لافت مع المقاطع التي وثقت تأثير كلماته في الدراما والمسرح الغنائي والأغنية الوطنية والتي تغنى بها الفنانون المشاركون.
"المسرح الغنائي والدراما"
وعرضت ضمن فقرات "ليلة عمر" فقرة خاصة لأهم أعماله "ابو ناصر" في المسرح الغنائي، حيث قدمت مقتطفات موسيقية من أعمال مثل "ليلى والذيب" و"البنات والساحر" وغيرها من روائعه التي جسدت العلاقة بين الكلمة واللحن والمشهد المسرحي، وسط تصفيق كبير من الحضور الذي استعاد أجمل لحظات الفن الكويتي الأصيل، واستعرض خلال الحفل أهم المحطات التي جمعت البناي مع كبار نجوم الأغنية الكويتية والخليجية من امثال المطربين عبدالله الرويشد، نبيل شعيل، مرورًا بأغانيه العاطفية الشهيرة مع عبدالكريم عبدالقادر، وصولاً إلى الأغاني التي قدمها بصوت النجمات نوال وأحلام ورباب، والتي شكلت علامات فارقة في مسيرة الأغنية النسائية الخليجية، وتفاعل الجمهور بشكل كبير مع هذه الأغاني وردد كلماتها من القلب، في مشهد عكس المكانة الخاصة التي يحتلها البناي في وجدان محبيه، لتتحول الأمسية إلى احتفال جماعي بالكلمة الكويتية الأصيلة.
"لحظة التكريم"
في ذروة الليلة، صعد عبدالعزيز الزيدي، رئيس مجلس إدارة شركة ليلة عمر للإنتاج الفني، إلى خشبة المسرح لتكريم الشاعر الكبير عبداللطيف البناي، ومنحه درع "فارس الأغنية الكويتية" تقديرًا لمسيرته الغنية بالعطاء، وقال الزيدي في كلمته:"تكريم عبداللطيف البناي هو تكريم لتاريخ الأغنية الكويتية نفسها، نحن أمام شاعر أسهم في صناعة هوية الغناء الكويتي، وكتب كلمات أصبحت جزءًا من ذاكرة الناس. في ليلة عمر نؤمن بأن الوفاء للفن واجب، وتكريم رموزه مسؤولية، وهذه الليلة تجسد مثلا حيا لذلك الوفاء"، ومن جانبه، عبر الشاعر عبداللطيف البناي عن امتنانه الكبير لهذه المبادرة قائلاً:"هذه الليلة لا تنسى، لأنها جمعتني بالجمهور الذي كتبته له وغنيت له طوال خمسين عامًا. أشكر كل من وقف خلف هذا التكريم، وأخص شركة ليلة عمر على هذا الوفاء الجميل. الفن بالنسبة لي رسالة محبة، واليوم شعرت بأنني أعيش ثمارها وسط هذا الجمهور الذي أحب الكلمة الكويتية وحافظ عليها".
"فخر واعتزاز"
من جهتهم عبّر الفنانون المشاركون عن فخرهم بالمشاركة في ليلة الوفاء، وقال الفنان بدر نوري: "الوقوف على المسرح وغناء كلمات كتبها عبداللطيف البناي تجربة تحمل الكثير من المشاعر. كلماته صادقة، بسيطة، لكنها تصل إلى القلب بسرعة، ولهذا لا تموت أغانيه أبداً"،وأضاف الفنان جاسم بن ثاني:"عبداللطيف البناي ليس فقط شاعر أغنية، بل شاعر حياة. كلماته كانت مرايا للناس، تعكس مشاعرهم وتترجم حكاياتهم بلغة فنية خالدة"،وتابع الفنان فهد السالم: "كلمات عبداللطيف البناي هي متأصلة بنا جميعاً واحفظها عن ظهر قلب وشرف كبير أن أشارك وأتغنى بالكلمات التي كتبها بحب " أما الفنانة رولان فقد صرحت: "تشرفت بالمشاركة في ليلة تحمل اسم شاعر صنع لنا ذاكرة غنائية نفخر بها. كل جملة كتبها البناي كانت أغنية جاهزة بالوجدان قبل أن تغنى على المسرح".
رولان
جاسم بن ثاني
فهد السالم
بدر نوري
"إبداع موسيقي"
قدم المايسترو د.خالد نوري قيادة موسيقية متقنة، مزج فيها بين الطرب الأصيل والتوزيع العصري، مقدما فقرات متناسقة ومترابطة أبرزت جمال اللحن والكلمة معاً، وأضفت على الحفل روحاً موسيقية حالمة، وقال نوري في تصريحه: "قيادة هذه الأمسية مسؤولية كبيرة، لأنها تكرم إرثاً موسيقياً استثنائياً. حاولنا أن نجعل كل لحن وقفة وفاء لكلمة لا تموت، كتبها البناي بصدق وإحساس عال".
واختتمت الحفلة مع الكورال، حيث قدموا خلالها ميدلي وطني ورياضي يضم أبرز الأغاني الوطنية والرياضية التي كتبها البناي في مشهد مؤثر احتفى بتاريخ شاعر أحب وطنه وغنى له بأجمل الكلمات.
امتزجت أصوات الفنانين مع تصفيق الجمهور في ختام حمل الكثير من المشاعر، لتبقى الليلة علامة خالدة في مسيرة الأغنية الكويتية.