الثلاثاء 04 نوفمبر 2025
24°C
تم نسخ الرابط بنجاح
يا نيتشه قم بهر الدلة
"في الديوانية اليوم الجو فيه نكهة قهوة مقطرة، وريحة فلسفة بايتة، والشايب قاعد في زاويته المعتادة، يهز راسه ويقول: يا الربع تدرون إن فيلسوف ألماني اسمه نيتشه قال كلام يصلح لنا"؟
رد عليه الخبير: "اللهم صلى على النبي، بتعرف نيتشه، وهو يعمل قهوة تركية تعدل مزاجه: نيتشه! قول ياسيدي قول، اللي مزعل الدنيا بكتاباته اللي مش ولا بد، ما يكونش جاب سيرة الشاي ناقص سكر"؟
ضحك الشايب وقال: "لا يا خبيرنا قال كلمة كتبها بحثالة القهوة: الناس لا تحب الحقائق، بل يعشقون الأوهام اللي تخليهم ينامون مبسوطين"!
قال أبو الرجال بعلو صوته: "اهب، والله جابها على الجرح، حنا نقول الصج مرة وحدة، ويعاملونا كأننا تهديد للأمن السيبراني".
"الشاب اللي دايم يحب الملاهد، قال وهو يقزقز حب القرع: يعني يا جماعة، نيتشه كان شايف من ألمانيا دنيانا اللي عايشينها بالكويت سيم... سيم لدنياهم، بس الفرق إنهم هناك يطردون المفكر من الجامعة، وهني نطرد الصاج من القروب"؟
الخبير ابتسم وقال: "أنا باقول من النهرده، مش عاوزين نيتشه يكتب لنا فلسفة، انا بقترح نشغله مساعد قهوجي، شغلانته بس يحط الحبهان بالدلة، لأن القهوة اصبحت أصدق من الناس، على الأقل لو بردت تعرف السبب".
ضحكوا الربع، وقال الرجل، وهو يرفع فنجاله: "نيتشه لو عاش بينا كان بدّل عبارته من "احذر المثالية"، إلى بالك تقول الصج وانت ما عندك واسطة". وهنا دخلت الفقرة الفلسفية الساخرة من باب الديوانية بلسان المعاق اللي قال: "تخيلوا يا الربع لو الفلاسفة قاعدين بينا الحين، أفلاطون فاتح له بودكاست (چنه ما هو له) اسمه الكهف توك، وسقراط يطلع كل أسبوع ترند بتهمة "تشويه صورة الواقع"، أما نيتشه مساعد القهوجي، منبطح على طاولة تراك يكتب تغريدة يقول فيها: كل ما زاد فهمك، قلّ فودك مع القروب. وعقبها ينحظر الحساب بدعوى نشرالإحباط.
باختصار لو كانوا بينا چان عرفوا إن الفلسفة عندنا تُقدَّم مع القهوة، وتُنسى أول ما يجي صحن البقلاوة".
وبعد ما صار الجو خفيف دم قال الشايب، وهو يضحك: "يا عيالي كل ما شفتكم تتفلسفون تذكرت حكمة حكيم العيون: اللي يبيع الوهم يعيش، واللي يقول الحق يعيش مطرود".
ثم ختم كلمته وهو يشير للدلة: "خلكم مثل القهوة يا عيالي فيها مرارة، ومع هذا الناس يتسابقون عليها كل يوم".
قال المتمولس وهو يأكل من البقلاوة: "هالحين اللي يداوم بالمستشفى وغاب يجيب عذر من الصناعية"؟
وفي هذه الأثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول أذان الظهر.
كاتب كويتي
