الأربعاء 05 نوفمبر 2025
22°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
شبابنا لديهم الكثير... لنساعدهم
play icon
كل الآراء

شبابنا لديهم الكثير... لنساعدهم

Time
السبت 01 نوفمبر 2025
م. عادل الجارالله الخرافي

ثمة الكثير مما يمكن أن يقال عن الشباب الكويتي، فهؤلاء من جيل يختلف كثيراً عما قبله، فهو ولد مع التكنولوجيا، وتعلم في أرقى الجامعات، ولم يكابد المصاعب التي مرت بالأجيال التي وجدت قبله.

لهذا هو مختلف حتى في مقاربته للامور كافة، لهذا حين تتاح لك الفرصة لسبر أغوار البعض منه، تكتشف الكثير مما لا يخطر على بالك، لأن له نظرة مختلفة تماما عن القناعات التي اكتسبتها من تجارب مجتمعك، حيث سادت في الماضي بعض المفاهيم وكنت تعتقدها أنها اليقين، ولا يمكن ان تحيد عنها، لكن اتضح أن هناك وجهات نظر أخرى، من شباب يرونها عديمة الفائدة، وأن التركيز على أمور أهم منها حاليا هو الهدف.

فهؤلاء هناك طاقة كبيرة تحركهم، وحماستهم غير حماستك، وقدرتهم على الابتكار أكبر، ولا يخافون من التجربة والخطأ، لهذا تجدهم في الأنشطة التطوعية، ريادة الأعمال، لأنهم يمتلكون المرونة، وسرعة التعلم لتبني الأفكار الجديدة.

هذه القناعة تكونت عندي خلال الاستعداد للسفر إلى سلطنة عُمان، إذ في وقت الانتظار في المطار، كانت مجموعة من الشباب الكويتي في رحلة صيد (حداق)، وكنت استمع لأحاديثهم، فكلهم كانوا يتحدثون عن الصيد وأدواته، والرياضة، بينما كانوا في كامل أناقتهم، ويتعاملون مع كبار السن بـ"ذرابة ".

لا يملون من الشرح لتوضيح الفكرة، فهم من جيل جديد، يختلف كليا عما سبقه، رغم ذلك علينا صقل تجاربهم بما يخدم المستقبل، ونعمل على فهمهم، وتبديد هواجسهم، إذا كانت لديهم هواجس، كي تتحرر افكارهم من الغث، لان الدول تبنى بإرادة الشباب، وليست بمساحاتها، فالفرد حين يعمل بأريحية، من دون قيود يحقق المعجزات، وعندما ينشغل بالتفاهات يبدأ المجتمع بالانهيار.

فدماغ الانسان وعاء، وكل وعاء ينضح بما فيه، لهذا حين تهتم الدولة بالتعليم الجيد، فهي تبني المستقبل من اليوم عبر جودة التعليم، فهذه أهم ركيزة في مسار تطور المجتمعات.

لذا وجب الاختيار الصحيح في هذه الحال، إما تبني للمستقبل او تعيش في الماضي، إذ ليس على العزوة، والقبلية والعائلية، والثروة، هي الامتياز، فالثروة تتحول إلى نقمة حين لا تدار بما يفيد مستقبل الاجيال.

هؤلاء الشباب الذين تحدثت معهم كان تعاملهم يدل على ارقى ثقافة، والتعامل اللبق، وايضاً يعرفون كيف يفصلون بين الامور، فلا يخلطون مشكلة بأخرى، إنهم يدركون امكانات كل واحد منهم، ويساعدون على تطوير الذات، من دون منة، ولا مفاخرة.

هؤلاء لا يعيبهم التعلم من الآخرين، وبهم، ربما نكون، رغم صغر الجغرافيا، وقلة عدد السكان، أقوى بكثير من دول اخرى، فليست القوة العسكرية هي الاساس، بل حرية الافكار، وعلى سبيل المثال، اوكرانيا اصغر بكثير من روسيا، وعدد سكانها اقل، ورغم ذلك لم تستطع روسيا حتى اليوم هزيمتها، لان هناك حرية افكار.

شبابنا لديهم الكثير، وما يحتاجونه فقط إفساح المجال لهم للتعبير عن أفكارهم، فهل هذا صعب؟

آخر الأخبار