العاهل المغربي الملك محمد السادس
دعا الجزائر لصفحة جديدة من الثقة وحُسن الجوار وتبون لـ"حوار أخوي" وجدّد التمسُّك بالحكم الذاتي حلاً وحيداً
التاريخ والجغرافيا يفرضان وحدة الاتحاد المغاربي على أساس الاحترام المتبادل والتعاون والتكامل بين دوله الخمس
قرار مجلس الأمن "فتحٌ جديدٌ" بترسيخ "مغربية الصحراء"... وحريصون على حل "لا غالب ولا مغلوب" الذي يحفظ ماء الجميع
المجتمع الدولي أقرّ بمصداقية مبادرة الحكم الذاتي... ونتعامل بثقة ومسؤولية مع التحول الذي توَّج نصف قرن من التضحيات
سنواصل العمل من أجل تعزيز التنمية الشاملة في الأقاليم الجنوبية وترسيخ مغربية الصحراء في مختلف المحافل الدولية
نعيش مرحلة فاصلة ومنعطفاً حاسماً... ونعتز بتزامن التطور الدولي مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والسبعين للاستقلال
الاحتفالات تعمُّ الرباط والدار البيضاء وتطوان وطنجة والعيون... والمحتفلون يرفعون الأعلام الوطنية وصور إقليم الصحراء
الرباط، عواصم - وكالات: دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، إلى "حوار أخوي وصادق" بين المغرب والجزائر لتجاوز خلافاتهما وبناء علاقات جديدة قائمة على الثقة وروابط الأخوة وحسن الجوار، مؤكداً التزام بلاده بمواصلة العمل من أجل إحياء الاتحاد المغاربي على أساس الاحترام المتبادل والتعاون والتكامل بين دوله الخمس، مشددا في خطاب متلفز وجهه إلى الشعب المغربي ليل أول من أمس، عقب تصويت مجلس الأمن الدولي لصالح قرار أميركي يدعم مبادرة الرباط بشأن قضية إقليم الصحراء، على أن التاريخ والجغرافيا يفرضان منطق الوحدة لا التفرقة، قائلا "أدعوا الرئيس عبدالمجيد تبون لحوار أخوي صادق بين المغرب والجزائر من أجل تجاوز الخلافات، وبناء علاقات جديدة تقوم على الثقة وحسن الجوار".
ورحب العاهل المغربي بقرار مجلس الأمن الدولي الداعم لخطة الحكم الذاتي والتي تقدم بها المغرب العام 2007، معتبرا القرار يشكل "فتحا جديدا" في مسار ترسيخ مغربية الصحراء ووضع حد نهائي للنزاع المفتعل حولها، قائلا إن "المجتمع الدولي أقر اليوم بمصداقية مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وتوافقي للنزاع"، مضيفا أن المملكة تتعامل بثقة ومسؤولية مع التحول التاريخي الذي يأتي بعد خمسين سنة من التضحيات الوطنية، معتبرا اعتماد القرار الأممي يشكل تتويجا للمسار الذي انطلق منذ المسيرة الخضراء عام 1975 ويعزز المكتسبات التي حققها المغرب في الدفاع عن وحدته الترابية وسيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية، معربا عن اعتزازه بتزامن التطور الدولي المهم مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والسبعين لاستقلال المغرب، مشددا على أن المملكة ستواصل العمل من أجل تعزيز التنمية الشاملة في الأقاليم الجنوبية وترسيخ مغربية الصحراء في مختلف المحافل الدولية.
وأكد عزم بلاده تحديث مبادرة الحكم الذاتي وتقديمها للأمم المتحدة، لتكون الأساس الوحيد للتفاوض بشأن إقليم الصحراء واعتبارها الحل الوحيد، قائلا إنه رغم التطورات الإيجابية لقضية إقليم الصحراء، سيبقى المغرب حريصا على إيجاد حل لا غالب ولا مغلوب، يحفظ ماء جميع الأطراف، مضيفا "سنقوم بتحيين مبادرة الحكم الذاتي وتقديمها للأمم المتحدة لتشكل الأساس الوحيد للتفاوض باعتبارها الحل الوحيد لقضية إقليم الصحراء"، مشددا على أن بلاده تعيش فتحا جديدا في مسار ترسيخ مغربية الصحراء، قائلا "مرتاحون لقرار مجلس الأمن"، مضيفا أنه يتقاسم مع شعبه مشاعر الارتياح لقرار مجلس الأمن، متابعا "إننا نعيش مرحلة فاصلة ومنعطفا حاسما لتاريخ المغرب الحديث، هناك مرحلة ما قبل 31 أكتوبر 2025 وهناك ما بعده"، وقال "بعد 50 سنة من التضحيات، ها نحن نبدأ بعون الله فتحا جديدا في مسار ترسيخ مغربية الصحراء، والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل في إطار حل توافقي على أساس مبادرة الحكم الذاتي"، مضيفا "حان وقت المغرب الموحد من طنجة إلى الكويرة، الذي لن يتطاول أحد على حقوقه وعلى حدوده التاريخية"، مشددا على أن بلده لا يعتبر هذه التحولات انتصارا ولا يستغلها لتأجيج الصراع والخلافات، متقدما بالشكر للدول التي ساهمت في هذا التغيير بمواقفها البناءة، وذكر منها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا والدول العربية والإسلامية.
وأول من أمس، شارك آلاف المغاربة في احتفالات شعبية انطلقت بمدن عدة عقب صدور القرار الأممي، حيث انطلقت الاحتفالات في الرباط والدار البيضاء وتطوان وطنجة والعيون بإقليم الصحراء، ورفع المحتفلون الأعلام الوطنية إلى جانب صور لإقليم الصحراء ورددوا الهتافات والأهازيج ابتهاجا بالقرار الأممي، حيث صوّت مجلس الأمن الدولي لصالح قرار أميركي تقدمت به الولايات المتحدة الأميركية يدعم مبادرة المغرب للحكم الذاتي في إقليم الصحراء، وقالت وكالة الأنباء المغربية، إن مجلس الأمن الدولي اعتمد القرار رقم 2797، حيث قرر تمديد ولاية بعثة "مينورسو" حتى 31 أكتوبر 2026، وفق نص القرار الذي صاغته الولايات المتحدة، وصوّت لفائدة القرار 11 بلدا، وامتنعت روسيا والصين وباكستان، فيما لم تشارك الجزائر في التصويت، وأكد القرار دعمه لمبادرة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء".
آلاف المغاربة يخرجون إلى الشوارع في مدن مختلفة احتفالا بقرار مجلس الأمن بترسيخ مغربية الصحراء (كونا)
"الأوروبي": المغرب شريكٌ فريدٌ في حوض "المتوسط" ودوره "كبيرٌ" في إفريقيا
الرباط، عواصم - وكالات: فيما جدد الاتحاد الأوروبي تأكيده أن المغرب شريك فريد في حوض البحر الأبيض المتوسط، مشددا على لسان رئيس البرلمان الأوروبي روجيرو رازا على أنه يلعب دورا كبيرا في قارة إفريقيا، جددت مملكة إسواتيني دعمها الثابت للوحدة الترابية للمملكة المغربية ولسيادتها الكاملة على أقاليمها الجنوبية، مؤكدة مساندتها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب باعتبارها الحل الوحيد والواقعي والجاد للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إن هذا الموقف جاء خلال محادثات أجرتها وزيرة الشؤون الخارجية بمملكة إسواتيني فوليلي دلاميني شاكانتو مع الوزير ناصر بوريطة بالعاصمة المغربية الرباط على هامش انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين، مضيفة أن المحادثات شكلت مناسبة لاستعراض العلاقات المتميزة التي تجمع بين المغرب وإسواتيني وسبل تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
من جانبها، أعلنت باراغواي عزمها افتتاح قنصلية عامة في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، تأكيدا لاعترافها بسيادة المغرب على صحرائه وتجسيدا لدعمها الثابت لوحدته الترابية، وقالت وزارة الشؤون الخارجية المغربية إن الإعلان جاء خلال محادثات أجراها وزير الخارجية ناصر بوريطة مع وزير العلاقات الخارجية بباراغواي روبين راميريز ليسكانو، الذي جدد التأكيد على دعم بلاده الكامل لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمتها المملكة سنة 2007، واصفا إياها بأنها الأساس الوحيد الجدي والموثوق والواقعي لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، معتبرا قرار بلاده فتح قنصلية عامة في الأقاليم الجنوبية للمملكة يعكس موقفا سياسيا قويا يعبر عن دعمها الثابت للوحدة الترابية للمغرب، ويندرج في إطار دينامية التعاون الثنائي والمشاورات السياسية المتواصلة بين البلدين، ويجسد في الوقت ذاته تنامي الاعتراف في أميركا اللاتينية بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ومتانة روابط الصداقة بين الرباط وأسونسيون.
في غضون ذلك، شهدت العاصمة المغربية الرباط أعمال الاجتماع السنوي الثاني عشر للجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، برئاسة لحسن حداد عن البرلمان المغربي وروجيرو رازا عن البرلمان الأوروبي، وجاء الاجتماع الذي عقد مباشرة بعد إطلاق الميثاق الأوروبي الجديد من أجل البحر الأبيض المتوسط، لتعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وشركائه في الجنوب مع التركيز على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، بهدف تحقيق منطقة أكثر استقراراً وازدهاراً وترابطا، واعتبر لحسن حداد انعقاد الاجتماع بعد نحو عامين من التوقف ضرورة سياسية وأخلاقية لتعزيز الثقة والتعاون بين ضفتي المتوسط، بينما أكد روجيرو رازا أن المغرب يمثل شريكا فريدا بمنطقة حوض البحر المتوسط ويلعب دورا كبيرا في إفريقيا، واتفق الجانبان على أن الاجتماع يشكل فرصة لتبادل الرؤى وإعادة تأكيد الالتزام المشترك ببناء فضاء أورو-متوسطي إفريقي يسوده السلم والازدهار والتعاون المسؤول في ظل الصراعات الإقليمية والأزمات الإنسانية والتحديات المناخية.