الاثنين 03 نوفمبر 2025
27°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأمن الغذائي والحروب المقبلة
play icon
كل الآراء

الأمن الغذائي والحروب المقبلة

Time
الأحد 02 نوفمبر 2025
د. ريم أحمد الهزيم
كلوروفيل

نعيش في عالم تتسارع فيه التحديات، وتتنامى على جنباته الأزمات بكل أشكالها، فلم يعد الأمن يختزل بمفهومه التقليدي المعروف سابقا، ولم يعد مرتبطا بالجيش والدبابات والمدافع، بل بات الأمن بالنسبة الى الدول يمثل أسساً أكثر عمقا واستدامة، ويتمثل بالماء والغذاء والدواء، وأصبحت الأمم التي تفشل في إدارة أزماتها المائية والغذائية والطبية، عرضة للانكسار والضعف، مهما بلغت قوتها العسكرية.

في ظل الظروف الحالية التي تجتاح العالم لا بد من الاعداد لإدارة الازمات في مختلف الظروف، والتخطيط لأي طارئ متمثل بالحروب والكوارث والأوبئة، ووضع منهجية استباقية تقوم على التخطيط المسبق لإدارة الموارد الحيوية في البلاد، وإن كان أهمها، من وجهة نظري، الماء والشمس، وبذلك يرتاح قليلا المخزون النفطي والمياه الجوفية.

يليها الاستشراف العلمي للمتغيرات المناخية والاقتصادية، والسياسية، ولكي نحقق ذلك لا بد من إعادة التنسيق المؤسسي بين الحكومات والمراكز البحثية والقطاع الخاص، بما يعود بالمنفعة على بلدنا الحبيب، وذلك يأتي بالمرونة المجتمعية القادرة على التكيف مع الطوارىء، والثقافة المجتمعية للكوادر البشرية، هي عنق الزجاجة التي سنعبر بها الى بر الأمان.

وأصبح الاعداد لخط الزراعة في البلاد محوراً جوهرياً لابد من الالتفات اليه، فهو بلا شك يوفر الغذاء لبقاء الانسان واسقرارة، والمواد الأولية للصناعات الدوائية، التي تعتمد على النباتات الطبية.

ان تحقيق الاستقلالية يساعدنا على الصمود أمام كل الأزمات الدولية وأمام الضغوط، ولابد أن نعي أن الأمن الغذائي هو أساس وجوهر الأمن الوطني.

جائحة "كورونا" ليست بعيدة عنا، والحرب الروسية- الأوكرانية ظلالها وصلت الينا، فالجيش يحمي حدود الوطن، والغذاء يحمي الجيش من الجوع، والدواء للعلاج. استثمار المستقبل في الزراعة المستدامة وتعزيز كفاءة الموارد، البشرية والطبيعية، واجب مستحق اتجاه مجلس الوزراء في ظل الظروف الحالية.

لذا اقترح تدريب الكوادر على التقنيات الزراعية الحديثة، كالزراعة الذكية بالاستشعار، والزراعة الرأسية، وتقنيات البيوت المحمية للزراعة المائية والهوائية. واقترح تعزيز البحث العلمي لتقنيات الري الحديثة، وتعزيز كفاءة الموارد المائية وتدوير المياه.

وهذا يأخذنا إلى حلمي الأزلي "حلم كلية الزراعة"،وأكرر في نهاية المقالة ماذكرته في البداية لأنه فعلا البداية، فالأمن لم يعد يقاس بعدد الدبابات ولا قوة العساكر، والترسانات العسكرية، بل يقاس بقدرة الأمم على اطعام شعبها، وتوفير الدواء له في أوقات الحرب قبل السلم، فالزراعة لم تعد قطاعا اقتصاديا فقط، بل هي سلاح ستراتيجي لحماية الحاضر وصناعة المستقبل...والى مستقبل أخضر مثمر ان شاءالله.

دكتوراه في فلسفة النبات

آخر الأخبار