التديّن الحقيقي نقيض التديّن الظاهِرِيّ

حوارات

يستطيع المرء المسلم العاقل التمييز بين التديّن الحقيقي الطاعة الكاملة للّه وبين المزيّف أو الشكلي أو الظاهري، فالتديّن الحقيقي يدلّ عليه تمسّك الفرد بدينه وممارسته له في السرّ والعلن، وتطابق تديّنه الداخلي مع سلوكياته الخارجية.

ومما أعتقد أنها دلائل أخرى مهمة تثبت أنّ التديّن الحقيقي نقيض التديّن الظاهري، نذكر ما يلي:

ـ الورع: يترك المتديّن ما يريبه إلى ما لا يريبه، ويترك خصوصا ما لا يساعده على الاستعداد للآخرة، وكما قيل، يترك المؤمن حتى التوسّع في ما هو مباح له.

ـ عدم الانتماء للجماعات وللأحزاب: يتبع المتديّن الحقيقي ربّه عزّ شأنه، وينتمي فقط لأمّة الاسلام، وينفر من التبعية العمياء للإيديولوجيات الحزبية المتخفيّة تحت غطاء التديّن المزيّف، فلا يستغلّ الدين لتحقيق مطامع دنيوية لا تنفع في الآخرة.

ـ المتديّن لا يؤذي جاره: المتديّن الحقيقي هو أفضل جار، يأمنه جاره في السرّ والعلن، وعكسه المتديّن الكاذب المزيّف من لا يأمن جاره شروره.

ـ المتديّن لا يتملّق: لا يتذلّل المتديّن الحقيقي سوى لرب العزّة، ولا يتزلّف خصوصا لأصحاب المال طمعاً في أموالهم، ولن تجدّه يمارس التودّد المزيف لكائن من كان.

ـ البرّ بالوالدين والأهل: وجود متديّن حقيقي في الأسرة نعمة لا تقدّر بثمن لأهله، لا سيما بالنسبة لوالديه، ولزوجته ولأبنائه، وحتى لأسرته الممتدة، فهو واصل لرحمه، ورحيم بعامة أهله.

ـ المتديّن الحقيقي ليس متزمّتاً: لا يتشدّد ولا يتعصّب المتديّن قولاً وفعلاً في التزامه الديني، فالدين بالنسبة له هو أسلوب حياة متسامحة، وبناءة وايجابية، فالتزمّت يعارض وفقاً لوجهة نظره قيم التسامح، والمحبة، والرحمة والرِفق بالناس، والتي يرتكز عليها التديّن الحقيقي.

ـ التديّن الظاهري والكِبَر: أبرز صفة للمتديّن المتصنّع هي تكبّره الذي لا يستطيع إخفاءه عن الناس، ويظهر في طريقة مشيه، وجلوسه، ونظرات الاستهانة بالآخرين، وذلك بسبب أن إيمانه لا يتجاوز لسانه، بينما المتديّن الحقيقي شخص متواضع في سرّه وعلنه، بسبب قناعته الصادقة بما يمارسه من التزام ديني، ولصدق ايمانه، ولترسّخ خشية الله عزّ وجل في قلبه.

كاتب كويتي