رئيس حزب "الكتائب" اللبناني النائب سامي الجميل
رئيس "الكتائب" لـ"السياسة": الرسائل الحازمة الدولية بلغت ذروتها... وتل أبيب: بيروت تماطل
بيروت ـ "السياسة" - خاص ووكالات: في حمأة التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان و"حزب الله"، ومع تصاعد التحذيرات من إمكانية توسع رقعة الحرب الإسرائيلية، في ظل تزايد الاتهامات للحزب باستعادة قدراته الصاروخية، جدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوعد بإزالة أي خطر يهدد أمن إسرائيل، مؤكدا أن "حزب الله" يحاول إعادة التسلح والتعافي، مشددا على عدم السماح بأن يتحول لبنان إلى جبهة جديدة، قائلا "سنتصرف حسب الحاجة"، بينما هاجم وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس الرئيس اللبناني جوزاف عون واتهم "حزب الله" باللعب بالنار والسلطات اللبنانية بالمماطلة، وزعم جيش الاحتلال أنه قضى على أربعة عناصر من قوة الرضوان، بينهم مسؤول الدعم اللوجستي، في حين اعتبر المبعوث الأميركي توم باراك أنه لا وقت لدى لبنان وعليه حصر السلاح سريعا بيد الدولة، مشيرا إلى وجود آلاف الصواريخ في الجنوب، قائلا في منتدى حوار المنامة إن دولة الاحتلال مستعدة للتوصل إلى اتفاق وإن جيش الاحتلال يقصف جنوب لبنان يوميا لأن سلاح "حزب الله" لا يزال موجودا وآلاف الصواريخ لا تزال تهدد الاحتلال، واصفا لبنان بأنه "دولة فاشلة تعاني أزمات سياسية واقتصادية عميقة".
وإذ علمت "السياسة" من أوساط ديبلوماسية عربية أن بيروت تلقت رسائل حازمة بضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من مغامرة عسكرية إسرائيلية واسعة، لم يستبعد رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل عودة الحرب إلى الجبهة اللبنانية، قائلا لـ"السياسة": "نعم .. نخشى الحرب لأنّ التهديدات الإسرائيلية تتصاعد من دون رادع. لكننا في الوقت نفسه نرى أن هناك نافذة بطرح موضوع المحادثات مع الاحتلال بالشكل الذي يؤمن مصالح لبنان"، كاشفا أن التحذيرات الدولية والعربية بلغت ذروتها والانخراط في مسار السلام الإقليمي بات السبيل الوحيد لحماية لبنان وتثبيت موقعه في المنطقة، قائلا: "ندعم كل جهدٍ يقوم به الرئيسان عون وسلام وندعو لمقاربة وطنية تحمي سيادة لبنان وتمنع تكرار سيناريوهات الخراب".
وعلى وقع تصاعد السجالات بين المكونات المسيحية ورئيس مجلس النواب نبيه بري وفريقه السياسي، بشأن الاقتراع للمغتربين، وما أثاره ذلك من انقسام داخلي واسع، أكد الجميل أن "نتائج 2022 أوضحت ان المغتربين يتأثرون أقل من المقيمين بالترهيب وبشبكة المصالح المتحكّمة بالبلد منذ نحو 30 عاماً ولديهم التصميم على محاسبة كل من أوصل البلاد الى هنا وهجّرهم"، ورد على كلام بري عن محاصرة الطائفة الشيعية، بالقول، إن من يحاول عزل الطائفة عن بقيّة اللبنانيين هو من يرفض منطق الدولة والمساواة، ويتمسّك بسلاحه وبارتباطه الأيديولوجي بإيران، رغم تخلّيها عنه في أصعب الأوقات، وبرأيُه لا يمنحه الحق في منع المجلس من حسم النقاش بجلسة عامة، فالمجلس هو الذي يُمثّل جميع اللبنانيين وهو من يملك القرار، مشددا على أن الخوف من تصويت المغتربين لأنهم أحرار لا يخضعون لضغوط ولا يعيشون تحت سلطة السلاح أو الخوف، وصوتهم يعكس حقيقة الرأي العام اللبناني من دون ترهيب أو تبعية، لذلك يحاولون حصرهم بستة مقاعد تعزلهم عن المعادلة الوطنية، قائلا "نريد أن يصوّت المغتربون للنواب الـ 128 كما كل اللبنانيين من أمكنة انتشارهم، لأنهم جزء من الشعب، وحقهم أن يشاركوا والجميع يرفض تأجيل الانتخابات والحكومة أحالت القوانين للجنة ستقدم جوابها بعد أسبوع، ونعول على ان تأخذ الأمور مجراه".