الأربعاء 05 نوفمبر 2025
24°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
السعودية وأميركا على أعتاب صفقة ضخمة تقلب موازين المنطقة
play icon
العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى خلال زيارته القيادة العامة لقوة دفاع البحرين أمس (بنا)
الدولية   /   أبرز الأخبار

السعودية وأميركا على أعتاب صفقة ضخمة تقلب موازين المنطقة

Time
الأحد 02 نوفمبر 2025
وزراء ومسؤولون وقادة وصُناع سياسات من 60 دولة في "حوار المنامة": العمل المشترك أساس الأمن الإقليمي

الرياض، واشنطن، عواصم - وكالات: أثارت تصريحات وزير الداخلية الأميركي دوغ بورغوم بشأن المحادثات النووية مع السعودية تفاعلا واسعا، خاصة أنها تزامنت مع الاستعدادات لزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، حيث أكد بورغوم في مقطع فيديو متداول خلال مشاركته في حوار المنامة 2025 بالبحرين أن النقاش مع الرياض لا يزال مستمرا، معربا عن توقعه بحدوث الكثير من النشاط حتى موعد زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المقررة في الثامن عشر من نوفمبر الجاري، معربا عن تفاؤله بإعلانات كبيرة واحتمال توقيع اتفاقية خلال لقاء ولي العهد السعودي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد تلك الجولة من المحادثات.

ورغم الطابع السلمي المعلن للاتفاق النووي بين السعودية والولايات المتحدة إلا أن المشروع يواجه جملة من التحديات السياسية والتقنية والأمنية التي قد تعرقل تنفيذه أو تؤثر في مساره المستقبلي، وأول هذه التحديات يتمثل في قضية تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة الوقود النووي، إذ لم تحسم بعد مسألة السماح للسعودية بممارسة هذه الأنشطة داخل أراضيها، وترى واشنطن أن التخصيب المحلي قد يفتح الباب أمام استخدامات غير سلمية للتقنية النووية، في حين تعتبره الرياض حقا سياديا ينسجم مع أهدافها في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة النووية، أما التحدي الثاني فيتعلق بالضمانات والرقابة الدولية، فالتعاون النووي بين الجانبين يتطلب التزاما صارما بمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتوقيع بروتوكولات إضافية تتيح عمليات تفتيش شاملة تضمن الشفافية الكاملة في جميع مراحل المشروع، وتخشى بعض الأطراف أن يؤدي أي تراخ في تطبيق هذه الضوابط إلى إثارة شكوك حول نوايا البرنامج النووي مستقبلا.

من جهة أخرى، تبرز المخاوف الإقليمية والدولية من أن يؤدي التعاون النووي السعودي-الأميركي إلى إشعال سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التوترات المستمرة مع إيران ومساعي بعض دول المنطقة لتطوير برامج نووية مشابهة، وهذه الهواجس تجعل الملف النووي السعودي موضوعا حساسا في الحسابات الأمنية للولايات المتحدة وحلفائها.

في غضون ذلك، وعلى مدى ثلاثة أيام، أكد وزراء ومسؤولون وقادة وصناع سياسات من 60 دولة احتشدوا في العاصمة البحرينية المنامة لبحث التحديات الأمنية والدفاعية والسياسية التي تواجه الشرق الأوسط، أن العمل المشترك أساس الأمن الإقليمي والاستقرار الدولي، وفي ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة من غزة إلى سورية ولبنان وصولاً إلى اليمن، انعقد منتدى "حوار المنامة 2025" بنسخته الـ21، في محاولة لتلمُّس المخاطر التي تواجه الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، حيث يمثل المنتدى الذي اختتم أعماله ليل أمس، منصة عالمية يلتقي خلالها الوزراء والمسؤولون وخبراء السياسة والأمن والاستخبارات والدفاع والباحثين، ويعكس مكانة البحرين ودول الخليج في مشهد الأمن والدفاع والسياسة العالمية، ويكتسب أهميته من المواضيع التي يناقشها والظروف التي ينعقد فيها، إذ جاء بعد أسابيع قليلة من توقف حرب غزة وما أفرزته من تداعيات ألقت بظلالها ليس فقط على المنطقة بل على المشهد العالمي برمته.

وخلال اجتماعهم السنوي على هامش المنتدى، شدد أعضاء مجموعة عمل الدفاع التابعة لاتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل "سي - سيبا" على أهمية العمل المشترك في مواجهة أي تهديدات أو أنشطة عدائية قد تمس الأمن الإقليمي والاستقرار الدولي، وبحضور مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى البحريني الشيخ ناصر بن حمد ورئيس أركان الدفاع البريطاني ريتشارد نايتون وقائد القيادة المركزية الأميركية براد كوبر، رحب الاعضاء بانضمام المملكة المتحدة إلى اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل باعتبارها خطوة تسهم في تعزيز جهود الأمن المشترك، مشيدين بخبرات المملكة المتحدة في الجانبين الدفاعي والأمني والتزامها المستمر بتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي بما يدعم الأهداف الستراتيجية للاتفاقية، وجدد الاجتماع التزام الدول الأعضاء باعتبار أي اعتداء أو تهديد خارجي ضد سيادة أو استقلال أو سلامة أراضي أي من الأطراف مسألة بالغة الأهمية لبقية الأطراف بموجب المادة (2) من الاتفاقية، وأبرزت المناقشات دور اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل كمنصة استثنائية للدفع بالأمن المشترك وتعزيز الردع الإقليمي.

وفيما أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى أهمية تكاتف الأمم ووحدة صفها وابتعادها عن التصعيد باعتباره السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والازدهار، منوهًا خلال زيارته القيادة العامة لقوة دفاع البحرين بأهمية دعم جهود ترسيخ وتعزيز السلام ومد يد التآخي بما يعود بالخير والنفع والنماء على دول المنطقة والعالم وشعوبه، مشيدا بما يحققه منتسبو قوة الدفاع من مستويات عالية في الدورات العسكرية المختلفة داخل البلاد وخارجها، لم يعد منتدى حوار المنامة مجرد فعالية سنوية يلتقي خلالها القادة والمسؤولون والوزراء وخبراء الدفاع والأمن للتباحث وعقد اللقاءات الثنائية، بل أصبح منصة لاستعراض التحولات في المشهد السياسي والدفاعي والأمني، وجاءت نسخته الـ21 في مرحلة تداخلت فيها مفاعيل السياسة مع أولويات الأمن وتعاضدت التحديات الأمنية لتشمل الأمن بمفهومه التقليدي والأمن التقني والسيبراني في ظل طفرة الذكاء الاصطناعي، كما جاءت في ختام عامين كانت خلالها منطقة الشرق الأوسط ساحة لواحدة من أخطر الحروب والأزمات، منها ما شهدته غزة من جرائم حرب إسرائيلية ألقت بظلالها على العلاقات الدولية، وخلقت تحولات ومخاطر جمّة كما حصل في البحر الأحمر والمواجهة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وإيران، وعلى مدى ثلاثة أيام ناقش المشاركون العديد من الملفات المرتبطة بالمشهد الأمني والدفاعي والسياسي في المنطقة، وعلى رأسها التحديات الإقليمية والعابرة للحدود والمعونات والمساعدات أثناء النزاعات والتعاون الأمني وحوكمة الأمن الغذائي والأمن القومي والطاقة والمقاربة الأميركية لستراتيجية تأمين الخليج من النواحي الديبلوماسية والاقتصادية والدفاعية وجيوسياسية الطاقة والتكنولوجيا والتجارة والقوة والسياسة الأميركية في بلاد الشام وآفاق إصلاح قطاع الأمن بسورية وإدارة الانتقالات السياسية في الشام، والأمن الملاحي كمسؤولية إقليمية وعالمية، والمخاطر النووية والفرص الستراتيجية.

آخر الأخبار