وكيل الوزارة يفتتح أعمال ملتقى "إنسان" الدولي تحت رعاية الحويلة وبمشاركة سفراء دول مجلس التعاون
فارس غالب
شدد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية د.خالد العجمي على أهمية تعزيز الحوكمة المالية في القطاع الخيري لضمان استدامة الثقة بين المؤسسات والمتبرعين والمستفيدين، مؤكداً أن العمل الخيري في الكويت يمثل "إرثاً وطنياً" متجذراً في وجدان المجتمع الكويتي وقيمة أصيلة جعلت من العطاء نهجاً راسخاً.
جاء ذلك خلال مشاركته في ملتقى "إنسان" الدولي لحوكمة العمل الخيري، الذي أقيم تحت رعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د. أمثال الحويلة في فندق الجميرا، بمشاركة سفراء دول مجلس التعاون.
وأكد العجمي ـ في تصريح صحافي على هامش الملتقى ـ أن حوكمة العمل الخيري تمثل متطلبا أساسيا ورئيسيا لضمان استدامة هذا القطاع الحيوي واستمراره على النهج الصحيح، مشددا على أن الوزارة تسعى بقوة مع الجمعيات الخيرية نحو تعزيز ممارسات الحوكمة المالية والإدارية لما لها من دلالات كبيرة وانعكاسات إيجابية على أداء الجمعيات ومصداقيتها.
وقال: إن دور الوزارة ليس رقابيا فحسب، بل دور تنظيمي ومساهم ومعزز لكل عمل خيري داخل وخارج الكويت، ونحن نؤمن بأن الحوكمة هي السياج الآمن لبقاء الجمعيات الخيرية على الطريق الصحيح، وبما يضمن التزامها بنظام العمل الأساسي وتحقيق أهدافها المجتمعية والإنسانية.
وأوضح أن العمل الخيري في الكويت يمتد عبر تاريخ طويل من العطاء، وأن الوزارة تسعى إلى تنظيمه بشكل إيجابي وسلس عبر تطبيق نظام الحوكمة المالية على جميع الجمعيات الخيرية، مبينًا أن بقاء هذه الجمعيات مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمستوى الحوكمة الذي تطبقه.
وأضاف العجمي: إن أغلب الجمعيات الخيرية في الكويت قامت أخيرا بتطبيق الحوكمة المالية وفق الشروط والمعايير التي وضعتها وزارة الشؤون خلال الفترة الماضية، وقد تجاوز عدد كبير منها المتطلبات الأساسية بنجاح.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من التركيز على الشفافية والوضوح في تطبيق الحوكمة، لما لذلك من أثر إيجابي على العمل الخيري والإنساني في البلاد، مؤكدا أن تنظيم العمل الخيري يتطلب تضافر الجهود وتعاون الجميع من أجل وصول الجمعيات إلى مرحلة متقدمة من الحوكمة التي تسعى إليها وزارة الشؤون الاجتماعية.
وكان العجمي أكد في كلمته التي افتتح بها الملتقى، أن الحوكمة المالية ليست مجرد أرقام وتقارير، بل فلسفة إدارية تقوم على وضوح الرؤية وصحة القرار وعدالة التوزيع واستدامة الأثر، مشيراً إلى أن الكويت شكلت نموذجاً رائداً في العمل الخيري المؤسسي القائم على النزاهة والشفافية والدقة في الإدارة.
وقال: إن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز الشفافية وتطوير أنظمة الرقابة وتوسيع التحول الرقمي، لتصبح المؤسسات الخيرية أكثر كفاءة وانضباطاً، وبما يرسخ مكانة الكويت والتزامها برؤية 2035.
ركيزة لبناء المجتمعات
بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية "إنسان" الخيرية الشيخ عثمان الخميس أن الملتقى الدولي لحوكمة العمل الخيري في دورته الثالثة يأتي امتداداً لجهود الجمعية في تطوير المنظومة الخيرية وتعزيز الشفافية والمساءلة، بما يضمن استدامة أثر العطاء الإنساني.
وقال الخميس ـ خلال كلمته في افتتاح الملتقى ـ إن "إنسان" منذ تأسيسها عام 2019 تؤمن بأن العمل الخيري ركيزة لبناء المجتمعات، وتعمل على تبني أفضل الممارسات الشرعية والإدارية والمالية للارتقاء بأداء المؤسسات الخيرية، انسجاماً مع رؤيتها "نرتقي بالإنسان بالقيم والعلم".
وأشار إلى أن هذه الدورة تركز على الحوكمة المالية بوصفها أساس الثقة وضمان استدامة الموارد وتنمية أثرها، لافتاً إلى أن الملتقى يبحث الجوانب النظرية والتطبيقية بمشاركة خبراء من داخل الكويت وخارجها لتبادل الخبرات وتطوير الأدوات المعرفية.