قطر تستضيف أول اجتماع للأمم المتحدة خارج نيويورك وجنيف

الدوحة، عواصم - وكالات: فيما يعد أول اجتماع رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة في تاريخ المنظمة الدولية يعقد خارج نيويورك أو جنيف، تستضيف العاصمة القطرية الدوحة القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية اليوم الثلاثاء والذي تتواصل أعماله حتى بعد غد الخميس، حيث أفادت وزارة الخارجية القطرية بأن الحدث الدولي البارز يهدف إلى تجديد الالتزام العالمي بالمبادئ التي أقرت في قمة كوبنهاغن عام 1995 والبناء على ما تحقق منها لدفع مسار التنمية الاجتماعية الشاملة والمستدامة، وأكدت مدير إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية الشيخة هنوف بنت عبد الرحمن أن القمة تمثل منصة عالمية لتبادل الخبرات والتجارب بين الدول والمنظمات الدولية والإقليمية وتنسيق الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق أجندة الأمم المتحدة 2030، مع التركيز على مكافحة الفقر وتمكين المرأة والشباب وتعزيز نظم الحماية الاجتماعية، معتبرة استضافة قطر لهذا الحدث تعكس مكانتها المرموقة على الساحة الدولية وإيمانها العميق بأهمية التعاون متعدد الأطراف في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية العالمية، مؤكدة عمل وزارة الخارجية الدؤوب بالتعاون مع الجهات الوطنية المعنية لضمان نجاح القمة وتحقيق مخرجات عملية تسهم في تطوير رؤى جديدة للتنمية الاجتماعية، مشددة على إيمان قطر بأن الاستثمار في الإنسان وتعزيز العدالة والتضامن الدولي يمثلان الأساس لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، معربة عن تطلعها إلى مشاركة واسعة تعزز مكانة الدوحة كعاصمة للحوار والشراكة من أجل مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.

وفيما وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى العاصمة القطرية الدوحة لحضور القمة، أفادت الأمم المتحدة بأن الأمين العام سيسلط الضوء خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة على التقدم المحرز منذ القمة العالمية الأولى للتنمية الاجتماعية في كوبنهاغن عام 1995، عندما تعهدت الحكومات بجعل القضاء على الفقر وتوفير الفرص الكاملة للعمل والتكامل الاجتماعي محوراً أساسياً للتنمية، كاشفة أنه من المقرر أن يعقد غوتيرش اجتماعات ثنائية مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن.

من جانبها، أكدت وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية مريم المسند أمام الاجتماع الأول لقادة التحالف العالمي ضد الجوع والفقر أمس، والذي سبق انعقاد القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية اليوم، أن استضافة قطر للاجتماع تأتي انطلاقا من نهجها الراسخ في تعزيز التنمية من أجل السلام وإيمانها بأن القضاء على الجوع والفقر يمثل مسؤولية جماعية تتطلب تضامنا دوليا وشراكة قائمة على العدالة والمساواة، مثمنة مبادرة البرازيل بإطلاق التحالف أثناء رئاستها مجموعة العشرين وجهود الرؤساء المشاركين في تحويل المبادرة إلى واقع يخدم الإنسانية جمعاء، مشيرة إلى أن نحو 700 مليون إنسان حول العالم ما زالوا يعيشون في فقر مدقع فيما تتفاقم آثار النزاعات وتغير المناخ وتراكم الديون وضعف التنمية مما يهدد مسيرة التقدم في العديد من الدول النامية، معربة عن ترحيب قطر باعتماد وثيقة التزام إشبيلية خلال مؤتمر تمويل التنمية الرابع الذي عقد بإسبانيا والتي أكدت أهمية إصلاح منظومة التنمية الدولية وخلق بيئة اقتصادية عالمية أكثر إنصافا ومرونة وتضمن الحق في التنمية وعدم ترك أحد خلف الركب، مجددة التزام قطر بمواصلة العمل مع الشركاء من أجل عالم خال من الجوع والفقر وترسيخ التنمية من أجل السلام كنهج شامل يجمع بين الاستجابة السريعة وبناء القدرات والتمكين الإنساني.

بدورها، أكدت رئيسة الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيربوك أن استمرار الجوع في العالم يمثل مأساة إنسانية غير مقبولة تعكس فشل المجتمع الدولي في معالجة جذور النزاعات والتصدي لآثار تغير المناخ وتحقيق العدالة في توزيع الموارد، قائلة إنه "وراء كل إحصائية طفل يبكي لأنه لم يأكل منذ ساعات وأم تبحث يائسة عن طعام لعائلتها وحلم بأن تنتهي الحرب يوما ما.. هذه ليست قصة عائلة واحدة بل حكاية ملايين الأسر في مناطق الصراع والمجاعة حول العالم"، لافتة إلى أن عام 2024 شهد معاناة نحو 673 مليون إنسان من الجوع فيما يواجه 2.3 مليار شخص درجات مختلفة من انعدام الأمن الغذائي، معتبرة الأرقام تضع العالم أمام مسؤولية أخلاقية عاجلة خاصة وأن جزءا كبيرا من الطعام يهدر يوميا في مناطق أخرى من العالم.

من جهته، أوضح وزير التنمية الاجتماعية البرازيلي والرئيس المشارك للتحالف ويلينغتون دياس أن عمل التحالف أعاد مكافحة الجوع والفقر إلى الأجندة العالمية، مبينا أن البرازيل تمكنت منذ عام 2023 من إخراج 24.4 مليون شخص من الجوع ورفع 7.6 مليون من الفقر بفضل سياسات قائمة على الأدلة ومبادرات شاملة لتحقيق الإدماج الاقتصادي والاجتماعي.