أمير قطر الشيخ تميم بن حمد مفتتحاً القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية (قنا)
غوتيريش لتسريع جهود مكافحة الفقر وعدم المساواة... ورئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة: إعلان الدوحة "شوط حاسم"
الدوحة، عواصم - وكالات: دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى ضرورة إيجاد حل سياسي عاجل يوقف الحرب في السودان ويضمن وحدة وسيادة البلاد وسلامة أراضيها، ودان بشدة الفظائع التي شهدتها مدينة الفاشر السودانية، واصفاً ما حدث بأنه "صادم ومؤلم للإنسانية"، وفي كلمته خلال افتتاح القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في الدوحة أمس، قال الأمير تميم إن المجازر والانتهاكات في الفاشر تمثل جرس إنذار للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الجاد لإنهاء الصراع ومعالجة آثاره الإنسانية الكارثية، ، معلنا إدانة الدوحة القاطعة لهذه الانتهاكات وداعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والعمل الفعال لوقف النزاع والجرائم المرتكبة بحق المدنيين في السودان، فيما شدد في الشأن الفلسطيني على ضرورة دعم غزة، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى كل دعم ممكن للتعامل مع الآثار الكارثية التي خلفها العدوان، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في إعادة إعمار غزة وتأمين الاحتياجات الأساسية لسكانها.
وقال أمير قطر إن التنمية الاجتماعية ليست خيارا بل "ضرورة وجودية"، مؤكدا أن تحقيق التنمية الاجتماعية في أي مجتمع يظل مستحيلاً دون سلام عادل، مؤكداً أن السلام الدائم لا يتحقق إلا إذا كان قائماً على العدالة، وأن استمرار النزاعات يعرقل التنمية ويضاعف الفقر والبطالة، مشيرا إلى أن القمة تنعقد في مرحلة حرجة من تاريخ العالم، وسط تحديات إنسانية واقتصادية غير مسبوقة، ما يتطلب تضامناً دولياً حقيقياً وإرادة سياسية لتعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكدا أن قطر ستواصل دعمها للمبادرات الدولية الهادفة إلى تعزيز السلام والتنمية، واستمرار مساهمتها في العمل الإنساني والإغاثي حول العالم، مشدداً على أن التعاون المتعدد الأطراف هو السبيل لمواجهة الأزمات العالمية، معتبرا القمة تمثل فرصة لتجديد الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وبناء شراكات فاعلة من أجل مستقبل أكثر عدلاً وشمولاً، داعياً إلى أن تكون مخرجات إعلان الدوحة السياسي خطوة عملية لتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
... ومتوسطاً حضور القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية بالدوحة في صورة تذكارية أمس (قنا)
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لتسريع وتيرة جهود مكافحة الفقر وعدم المساواة في العالم، معتبرا انعقاد مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية في قطر مناسبة لإحياء الأمل من خلال العمل الجماعي، قائلا "الناس ما زالوا يعانون من الجوع والفقر والنزوح والبطالة كما أن البلدان النامية لا تحصل على الدعم الذي تحتاجه"، واصفا إعلان الدوحة السياسي بأنه بمنزلة "دفعة قوية للتنمية"، معتبرا من غير المعقول أن يكون هناك نحو 700 مليون شخص لا يزالون يعيشون في فقر مدقع، ومن غير المقبول أن يعاني الملايين من الجوع كل يوم أو يموتون كل عام بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، إضافة إلى أن نحو أربعة مليارات شخص يعيشون دون أي شكل من أشكال الحماية الاجتماعية، مشددا على أن القضاء على الفقر يتطلب استثمارات وستراتيجيات موجهة بقيادة البلدان على مستوى جميع المنظومات التي يحتاجها الناس إلى جانب وجود منظومات غذائية تكون في متناول جميع الناس وتمدهم بأغذية صحية ومستدامة وبأسعار معقولة.
بدورها، اعتبرت رئيسة الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيربوك أن اعتماد إعلان الدوحة السياسي يمثل شوطا حاسما على طريق تحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة، مؤكدة أن الدوحة يجب أن تكون المرحلة الأخيرة على المسار الذي بدأ في كوبنهاغن قبل ثلاثة عقود، موضحة أن العقود الثلاثة الماضية شهدت تقدما ملموسا، إذ تراجعت البطالة العالمية من مليار شخص عام 1995 إلى أدنى مستوياتها التاريخية بنسبة 5 بالمئة في عام 2024، كما انخفضت معدلات الفقر المدقع من ثلث سكان العالم إلى نحو ملياري شخص فقط، مستدركة بأن النمو الاقتصادي وحده لم يكن كافيا لانتشال الجميع من براثن الفقر، إذ تتسع الفجوات وتترسخ الاختلالات الهيكلية التي تبقي الملايين على هامش التنمية، قائلة إنه رغم أن البطالة العالمية تراجعت إلى 5 بالمئة إلا أن نسبها تتفاوت بشدة فهي دون 1 بالمئة في بعض البلدان وتصل إلى 20 بالمئة في بلدان أخرى بينما يبقى الشباب أكثر عرضة بثلاث مرات للبطالة، موضحة أن إعلان الدوحة صيغ بمشاركة الجميع ولن يكون تنفيذه سهلا لكن يجب أن نستلهم من الذين يواصلون السباق رغم العراقيل، قائلة "قطعنا وعدا بتسوية أرضية الملعب لصالح الجميع الآن وللأبد".