قصص إسلامية
يحكى أن أخوين كانا يعيشان في مزرعة، وكان أحدهما متزوجاً ولديه عائلة كبيرة، أما الثاني فكان أعزبا، وكانا يتقاسمان الإنتاج والربح بالتساوي.
وَفي يوم من الأيام قال الأخ الأعزب لنفسه:"إنّ تقاسمنا أنا وأخي للإنتاج والأرباح ليس عدلاً،فَأنا بمفردي وَاحتياجاتي بسيطة"، فَكان يأخذ كل ليلة من مخزنه كيساً من الحبوب ويزحف به عبر الحقل من بين منازلهم وَيفرغ الكيس في مخزن أخيه.
وفي الوقت نفسه قال الأخ المتزوج لنفسه:"أنه ليس عدلاً أن نتقاسم الإنتاج والأرباح سوياً، فأنا متزوج وَلي زوجة وَأطفال يرعونني في المستقبل،وَأخي وحيد لا أحد يهتم بمستقبله".
وَعلى هذا اتخذ قراراً بأن يأخذ كيساً من الحبوب كل ليلة ويفرغه في مخزن أخيه.
وَظل الأخوان على هذه الحال لسنين طويلة لأن ما عندهم من حبوب لم يكن ينفد أو يتناقص.
وَفي ليلة مظلمة قام كل منهما بِتفقد مخزنه وَفجأة ظهر لهما ما كان يحدث، فأسقطا كيسيهما وعانق كل منهما الآخر.
العطاء هو أن تكون في الحياة زجاجة العطر، تقدم للآخرين كل ما بداخلك، وَإن فرغت تبقى رائحتك طيَبة.
والعالم اليوم في مشارق الأرض، ومغاربها، يحتاج إلى تعميم ثقافة الحب والعطاء والخدمة الاجتماعية العامة، والتسامح على كل المستويات، حتى تكون ثقافة عامة، يعمل بها الراعي والرعية، الصغير والكبير، الرجل والمرأة، الموظف والتاجر والمزارع والصناعي، العامل ورب العمل، السياسي ورجل الأمن، وبين أفراد الأسرة الواحدة، فهم أحوج ما يكونون إلى العطاء وخدمة بعضهم بعضا، والتسامح والتغافر والتغافل وحسن المعاملة والاحترام، وإياك والأنانية فهي حب الإنسان لنفسه وعشقه للسيطرة والتملك.
يجب أن نعود أنفسنا على حب التعاون والأعمال الجماعية والاختلاط والتقارب، والمشاركة في الأعمال الخيرية، وجمعيات النفع العام، وأن يتعاون كل منا مع أهله وجيرانه وأصدقائه في مساعدة المحتاجين من الفقراء والأيتام والمرضى.
قال الشاعر:
"النمل تبني قراها في تماسكها
والنحل تجني رحيق الشهد أعوانا"
فعود نفسك على احترام الآخرين والإنصات إليهم وتقدير آرائهم، ولا تكن نرجسياً لا تحب إلا نفسك ولا تهتم إلا بذاتك، لأنك ساعتها سوف تحرق نفسك وتضر بها قبل أن تضر بالآخرين.
$ إمام وخطيب