الخميس 06 نوفمبر 2025
22°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ابن خلدون: أكل العرب الإبل فأخذوا منها الغيرة والغلظة
play icon
الأخيرة

ابن خلدون: أكل العرب الإبل فأخذوا منها الغيرة والغلظة

Time
الأربعاء 05 نوفمبر 2025
أحمد الجارالله
حديث الأفق
  • في زماننا أخذنا من الدجاج طأطأة الرأس والثرثرة
  • كل من أكل ضرباً من الحيوانات اكتسب طبعها
  • طنطاوي: لا تكن شاحنة نفايات ترميها على الآخرين
  • تعلمت من سائق "تاكسي" أهم درس في حياتي
  • ابتسم وتجاوز الموقف ثم انطلق في طريقك
  • العجوز للشاب: يا بُني سأزوجك إحدى بناتي
  • اذهب واسأل عنهن ثم عد كي تختار منهن واحدة
  • القاضي: "هلموا نقضي صلاة 50 سنة مضت"

كتب ابن خلدون في مقدمته "أكل العرب الإبل فأخذوا منها الغيرة والغلظة، وأكل الأتراك الخيول فأخذوا منها الشراسة والقوة". وقال ابن القيم: "كل من أكل ضرباً من ضروب الحيوانات اكتسب من طبعها وخلقها، فإن تعدى بلحمها كان الشبه أقوى". نحن في زماننا هذا أكثرنا من أكل الدجاج، فأكثرنا البقبقة والنقنقة والصياح، فتكالبت علينا الأمم، فأخذنا من الدجاج المذلة وطأطأة الرأس، وعدم التحليق في أعالي السماء، والثرثرة والصياح فقط، وما أكثر الدجاج في زماننا!

* * *

قال الشيخ علي طنطاوي، رحمه الله، في أحد برامجه الشهيرة: "ذات يوم كنت متوجهاً إلى المطار بـ "التاكسي"، وبينما كنا نسير في الطريق، وكان السائق ملتزماً مساره الصحيح، انطلقت سيارة من موقف سيارات إلى جانب الطريق بشكل مفاجئ أمامنا، وبسرعة ضغط سائق سيارة الأجرة بقوة على الـ"فرامل"، وكاد يصطدم بتلك السيارة".

أضاف: "الغريب في الموقف أن سائق السيارة الأخرى الأحمق أدار رأسه نحونا، وانطلق بالصراخ والشتائم تجاهنا، فما كان من سائق الـ"تاكسي" إلا أن كظم غيظه، ولوّح له بالاعتذار والابتسامة.

استغربت من فعله وسألته: لماذا تعتذر منه وهو المخطئ، هذا الرجل كاد يتسبب لنا في حادث؟

هنا لقنني سائق سيارة الأجرة درساً، وهو "قاعدة شاحنة النفايات"، إذ قال لي: كثير من الناس مثل شاحنة النفايات، تدور في كل الأنحاء محمّلة بأكوام النفايات: مشكلات بأنواعها، إحباط، غضب، فشل، وخيبة الأمل.

وعندما تتراكم هذه النفايات داخلهم يحتاجون إلى إفراغها في أي مكان قريب، فلا تجعل من نفسك مكباً لها، ولا تأخذ الأمر بشكل شخصي. فقط ابتسم وتجاوز الموقف، ثم انطلق في طريقك".

وقال: "ادعُ الله أن يهديهم ويفرّج كربهم، وليكن في ذلك عبرة لك، واحذر أن تكون مثل هذه الفئة من الناس، تجمع النفايات وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل أو البيت أو في الطريق".

الأشخاص الناجحون لا يسمحون أبداً لشاحنات النفايات، ولا يستهلكون يومهم وأعصابهم وتفكيرهم، لذلك اشكر من يعاملونك بلطف، فهم الزهور الجميلة في الحياة، وادعُ لمن يسيئون إليك، فهم بحاجة إلى الرحمة والشفقة.

* * *

يُحكى أن رجلاً أحب فتاة، فأراد خطبتها، ذهب يسأل عنها، فأجابوه بأنها سيئة السمعة، قليلة الأدب ووقحة، فعزف عن خطبتها، وعند عودته إلى بيته، رأى شيخاً عجوزاً، ولاحظ الأخير أن الشاب شاحب الوجه، فقال له الشيخ: ما بك يا بُني، تبدو شاحب الوجه"؟

فحكى له قصته، فقال العجوز: "تعال معي يا بُني وسأزوجك واحدة من بناتي، لكن عليك أولاً أن تسأل الناس عن سمعة بناتي".

عمل الرجل بنصيحة الشيخ، وراح يسأل عنهن، وعندما عاد قال: "لقد قالوا لي إن بناتك كلّهن سيئات وفاسقات".

فابتسم الشيخ وقال: تعالَ معي إلى بيتي.

حين دخل الرجل إلى بيت العجوز، لم يجد فيه بنات، بل وجد الزوجين العجوزين فقط، فتعجب من الأمر، لكن الشيخ قال له: "اسمع، ليتهم يعلمون أن من يُدمّر حياة الناس بالكذب، ستُدمَّر حياته بالحقيقة"، لذلك امض في طريقك وتزوج البنت التي تحبها.

* * *

سمع القاضي أن شاباً يتحدث في المسجد عن الزهد، فقال لتلاميذه: "هلموا بنا نذهب إليه فنسأله، فإن أجابنا جلسنا إليه نستمع".

فلما دخل المسجد سأله: "يا شاب، أخبرني عن الصلاة".

رد الأخير: "تسألني عن آدابها أم عن كيفيتها"؟

فتعجب القاضي وقال في نفسه عجباً، وسألته سؤالاً فجعله اثنين، ثم قال للشاب: "أخبرني عن آدابها".

أجاب: "آدابها أن تؤدي الأمر، وتمشي بالاحتساب، وتدخل بالنية، وتكبر بالتعظيم، وتقرأ بالترتيل، وتركع بالخشوع، وتسجد بالخضوع، وتتشهد بالإخلاص، وتسلِّم بالرحمة".

فقال القاضي: "أخبرني عن كيفيتها"؟

رد: "تجعل الكعبة بين حاجبيك، والميزان نصب عينيك، والصراط تحت قدميك، والجنة عن يمينك، والنار عن شمالك، وملك الموت خلفك يطلبك، ولا تدري بعد ذلك أقُبلت صلاتك أم رُدَّت عليك".

فسأله: "منذ متى تصلي هذه الصلاة"؟

قال الشاب: "منذ عشرين سنة".

فالتفت القاضي إلى أصحابه، قائلاً: "هلموا بنا نقضي صلاة 50 سنة مضت".

نكشات

في بلاوي الدنيا، تعرف صديقك من عدوك، وتعرف من يفرح لك ومن يحزن معك، دعونا نقول: الدنيا علمتنا الكثير، لكن المهم أن نفهم.

* * *

ما أجمل النظام، وما أحلى أن نعرف حدودنا وقدراتنا! فالجهل هو خراب الدول والأقسى منه الظلم.

* * *

الظلم له "حوبة" وما من ظالم إلا وسيُبلى بأظلم.

* * *

وإن ابتلاء المؤمن كله خير... فقط قل: الحمد لله دائماً. "حوبة" الظالم تبدأ بصحته، إنها لعبة الحياة، وقضاء الأقدار.

* * *

قال أحدهم: "علمتني سورة يوسف أن المريض سيشفى، والغائب سيعود، والحزين سيفرح، والكرب سيزول".

آخر الأخبار