في مشهدٍ يعكس تحوّلاً لافتاً في الحياة السياسية والثقافية لمدينة نيويورك، أصبحت الفنانة السورية-الأميركية راما صواف دواجي (28 عاماً) سيدة نيويورك الأولى بعد فوز زوجها زهران ممداني بمنصب عمدة المدينة في انتخابات عام 2025، ليشكّلا معاً ثنائياً يجمع بين الفن والهوية والسياسة في واحدة من أكثر مدن العالم تنوّعاً وتأثيراً.
ورغم الاهتمام الإعلامي الكبير الذي أحاط بها منذ إعلان النتائج، فإن دواجي فضّلت الظهور كفنانة قبل أن تكون "زوجة العمدة"، مؤكدةً عبر أعمالها ومقابلاتها أنها ترى في الفن وسيلة للتعبير عن العدالة والهوية، لا أداةً للتجميل السياسي.
نشأة متعددة الثقافات
وُلدت راما صواف دواجي عام 1997 في هيوستن بولاية تكساس لأبوين سوريين من دمشق، وقضت طفولتها بين الولايات المتحدة ودبي بعد انتقال العائلة إلى الإمارات وهي في التاسعة من عمرها.
درست الفنون في جامعة فرجينيا كومنولث للفنون – فرع قطر، ثم انتقلت إلى نيويورك حيث حصلت على ماجستير في الرسم التوضيحي من مدرسة الفنون البصرية (School of Visual Arts) عام 2024.
مسيرة فنية تعبّر عن الهوية والعدالة
تعمل دواجي كفنانة ورسّامة توضيحية مستقلة، وقد تعاونت مع مؤسسات عالمية مثل مجلة "نيويوركر" و"واشنطن بوست" و"بي بي سي، وقد تميزت أعمالها بطرحها لقضايا الهوية العربية، والعدالة في فلسطين وسورية، وتمثيل المرأة في الشرق الأوسط.
كما أقامت معارض فنية في نيويورك وباريس والدوحة، حيث ركزت على العلاقة بين الذاكرة والمنفى والأنوثة.
لقاء عبر تطبيق ومكان في قلب نيويورك
بدأت قصة دواجي مع زهران ممداني عام 2021 عبر تطبيق المواعدة "هينج" عندما كان ممداني نائباً في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك. سرعان ما جمع بينهما الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والعدالة، ليتزوجا في حفل مدني بسيط في الولايات المتحدة عام 2025 بعد فترة خطوبة قصيرة.
ومع انتخاب ممداني عمدةً للمدينة، أصبحت دواجي تلقائياً سيدة نيويورك الأولى، وهو اللقب الذي حملته بصمتٍ واعتزاز، مؤكدةً أنها "تريد أن تمثل بفنها الأصوات التي نادراً ما تجد من يستمع إليها".
رمز جديد للتنوّع في المدينة
تُعد دواجي اليوم نموذجاً لجيلٍ جديد من النساء اللواتي يدمجن بين الفن والمواطنة والتأثير الاجتماعي، فيما يرى المراقبون أن ظهورها على الساحة العامة يجسّد ملامح نيويورك الجديدة — مدينة التنوع الثقافي والانفتاح التي لا تتوقف عن إعادة تعريف نفسها.