أهمية التوعية حول التحكيم

يُعد التحكيم أحد أهم الوسائل البديلة لحل النزاعات، لما يتميز به من سرعة في الإجراءات، ومرونة في تطبيق القواعد، وسرية في التعامل مع القضايا، مقارنةً بالقضاء التقليدي. ومع ذلك، فإن نجاح التحكيم يعتمد بدرجة كبيرة على وعي الأفراد والمؤسسات بأهميته وآلياته القانونية.

إن التوعية حول التحكيم تُسهم في نشر ثقافة قانونية صحيحة، وتساعد الأفراد على معرفة حقوقهم، وواجباتهم عند اللجوء إلى هذا النظام. فالكثير من النزاعات التجارية أو المدنية يمكن تسويتها بفعالية عن طريق التحكيم، إذا كان الأطراف على دراية كاملة بإجراءاته ومميزاته.

كما أن نشر الوعي يُقلّل من الأخطاء الشائعة في صياغة اتفاقيات التحكيم، ويعزز الثقة في العدالة البديلة.

إضافة إلى ذلك، فإن التوعية بالتحكيم تدعم مناخ الاستثمار، إذ يشعر المستثمر بالأمان القانوني عندما يعلم أن هناك وسيلة عادلة وسريعة للفصل في المنازعات بعيداً عن التعقيدات القضائية. كما أنها تسهم في تطوير النظام القانوني للدولة، وتدعم جهود المشرّعين في تحديث القوانين ذات الصلة.

وفي الختام، فإن نشر الوعي بالتحكيم ليس مسؤولية الجهات القانونية فقط، بل هو واجب مجتمعي تشترك فيه الجامعات ووسائل الإعلام والمؤسسات المهنية، من أجل بناء ثقافة قانونية واعية تسهم في تحقيق العدالة والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي

فهد جاسم السعدي

كلية الدراسات التجارية - تخصص القانون