"في الديوانية الجو اليوم، متكهرب كله، قطات وضحك من العيار الثقيل، فجاة دخل الشايب، ووجهه منور (غير خالي) كعادته وقبل ما يشرب قهوته فاجأه الشاب، وقال: هالووو اولد حجي أشوف فرارتك بالشوارع كثرانة لتكون مراهقة على كبر"؟
ابتسم الشايب ابتسامة المظلوم اللي قلبه أبيض وقال: "اتهام باطل يا جماعة، ومحض افتراء على واحد غافل له الله، وأطالب بشطبها من مضبطة الديوانية رسميًّا".الخبير اللي دايماً جاهز للتعليق على رفيق دربه وقع من الضحك وقال: هوه إيه أصله ده، متقول (لنا صاحب) غلب حمارك لان تهمة المراهقة لبساك ياحبيبي لبساك، مش هتعرف تزوغ منها يا عمّنا، اعترف، واطلع منها بشرف. الشايب وجهه قام يعطي ألوان باين عليه الحنق (الزعل) قال: يعني خلاص فصلتوا علىَّ التهمة؟ طيب اسمعوا السالفة من أولها واحكموا، أمس رحت لمحطة البنزين أعبي السيارة، وعقب (سيجاره) ما وقفت نزلت الدريشه قلت للعامل: عبّي فل، بعد السلام، أشر لي بالمنديل ياهوه، قصدي على المضخة، وقال: بابا كهرباء ما فيه!
قلت: شنو يعني مافيه كرهب؟ انتو محطة خاصة تتبع لمستثمر، بعد ما اشتراها من الحكومة، وعلى خبري عندكم أسهم بالبورصة، ودعايات بكل مكان صاعدة ونازلة، واعلان سوبر ماركت، وين الكهرباء والخدمات، وين هيبة الخصخصة ومواطيرها الاحتياطية؟ والله عيب وفشلة اللي صار، وهذا وحنا بمدن، اجل وش نسوي لو عندنا مناطق نائية؟
ما اطولها، قولوا طول، قعدت نص ساعة انطر يمكن نور الفرج يجي، لكن لا حياة لمن تنادي يا هوه، دقيت موتري سلف وطلعت وانا ناوي اروح للمحطة الحكومية اللي عند بيت ابو الشباب، أعبي منها، ولا كان في بالي فرفرة، رحت للمجمعات وشربت سبنتش لاتيه! واقولها لكم بملء حلجي مراهقة على قاروه، ولا بنزين على الصفر.
ضحك الخبير وقال:سبنتش لاتيه، يعجبني فيك حسن التصرف يا حاج باباي، ما شاء الله عليك، اول ما ساعة المحطة الخاصة طلعت من الخدمة، على طول فكرت بالبديل الناجح الامن، وارتميت بحضن المحطة الحكومية.
رد الشايب بزهو وقال: إي نعم، عيل اشلون عيل، وين نلقى احن من حضن محطات الحكومة، دام الخاص انقطعت عنه الكرهب، وغاب البديل الناجح عن المشهد. لان اهل الخصخصة باين على شغلهم سنه اولى روضة بالإدارة، رغم مرور سنوات طويلة وهم يديرون مشاريعهم، لكن ما عملوا لهذا اليوم، لان كل تفكيرهم غرف الفلوس من جيوب المواطنين.
ضحكوا كلهم، وقال الرجل وهو يطلب القهوة: بشباب الحجي يالربع كانت البنزين تشتغل بالمضخة اليدوية، ولله الحمد والمنة اليوم صارت تشتغل بالمولد الكهربائي، وباجر يمكن تشتغل بالروبوتات ام حجر.
ثم رشف رشفته الأخيرة قبل اسدال الستارة وقال: اللهم لا تجعلنا من اللي كل ما طفى نور الكهرباء ابتلش يدور له ماطور يشغل فيه محطته، او شمعة حبنا تنور طريقه وسلامتكم.
صاح المتمولس على القهوجي يطلب المبخر لان ما بعد عودة قعود، وقال: نصيحة لا تفضفض الا لجدتك لان سمعها ضعيف وتنسى بسرعة، وبنهاية الجلسة تسألك انت من ولده؟
وفي هذي الاثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول اذان الظهر.
كاتب كويتي
[email protected]