حوارات
"إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" (الكهف 7).
الدنيا دار ابتلاء، ومحن وفتن، لا تعدّ ولا تُحصى، والعاقل هو من يصبح ويبقى الى النهاية مسلماً مؤمنا صالحا رّغم ممّا يتعرّض له من تحدّيات وصعوبات، ربما لا يطيقها الكثير من الناس في عالم اليوم المضطرب، وأعتقد أنه توجد مبادئ وأساليب وسلوكيّات منطقيّة محدّدة ربما تضمن، نوعًا ما، صلاح الفرد في دنيا تكاد تفيض بالاغراءات وبالاغواءات، وأحيانا بالابتلاءات الشديدة جدّا، ونذكر منها ما يلي:
-النيّة الصادقة لاصلاح النفس: تنعقد نيّة المرء على الصلاح (تنشأ في القلب) عندما يُخْلِصُ الإرادة في أن يصبح صالحًا، وما إن تتكوّن الإرادة الشخصية، سيتولّد عنها العزيمة والنيّة الصادقة لاعتناق قيم ومبادئ وأخلاقيات الصالحين.
الأولوية الأهمّ طاعة الله عزّ وجلّ: الأولوية الرئيسية للانسان الصالح في دار الابتلاء هي إيفاؤه الكامل والمستمر بمسؤولياته وبواجباته تجاه ربّه (طاعة الله)، ويصبح هذا الأمر أولوية مهمّة بالنسبة له، عندما يبدأ يؤمن بأنّه لا يمكن لأحدهم أن يكتسب سمة الصلاح الحقيقي، ما لم يلتزم الطاعة، وفي الحديث الشريف: "بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا".-اتّقاء الشُّبهات: كلما سعى المرء الى إصلاح نفسه، نفرت روحه ممّا يريبه، وابتعد تلقائيّا عمّا لا يعرفه أو يطمئنّ اليه تمامًا، وبتوقّي الفتن ما ظهر منها وما بطن، يصلح باطن وظاهر الانسان. -مخالطة الصالحين: يوجد في كل مجتمع أناس صالحين، ومن المفترض أن يكثر عددهم في أي بيئة إسلامية، وسيتمكّن الساعي الى الصلاح من العثور عليهم إمّا في بيئته المحيطة به، أو في المجتمع، ومن يحرص على مجالسة الصالحين، والاقتداء بسلوكيّاتهم الأخلاقية، لابدّ أن يتأثّر إيجابيّا بهم، فالمرء ابن البيئة التي يضع نفسه فيها.
-ذِكْر الله عزّ وجلّ: الذِكْر هو الوقود الروحيّ للصلاح الأخلاقيّ، وكلما ذَكَرَ المؤمن ربّه عزّ شأنه وصلحت نفسه وتحصّن أكثر ضدّ كل أنواع الفتن.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi