حسين قبازرد اقترح تغطية أكواز الذرة
يسألون عن كيفية الخلاص من شرّها؟
عدنان مكّاوي جرادة
أفاد المزارع المخضرم عدنان إبراهيم الجريوي أن العصافير (الزرازير) قصفت عمر نباتات الذرة السكرية المزروعة بكثرة في مزارعه الشاسعة في منطقة الوفرة الزراعية، وذلك في حديثه الزراعي لبعض ضيوفه المزارعين.
فالعصافير تغير على أكواز الذرة الصفراء الناضجة في نباتات الذرة الخضراء العالية طوال النهار، فتقضم جزأها العالي وتشوهه، الأمر الذي يؤثر سلباً على عملية تسويقها في أسواق بيعها بالجملة، سواء في الصليبية أو العارضية لدى الاتحاد الكويتي للمزارعين.
ويسأل أبو محمد: عن كيفية الخلاص من شرّ تلك العصافير (الزرازير)، على العملية الزراعية، وبخاصة في المناطق الزراعية (الوفرة والعبدلي) إذ تغير العصافير يوميا على البذور (الحَبّ) التي ينثرها المزارعون في الأرض فتلتهمها كلياً أو جزئياً.
وقال: تلاحقها بعد أن تُنبت أوراقاً خضراء، فتلتهمها بمناقيرها الحادة، أو تخرق أوراقها الخضراء الرقيقة الطرية، وفي حالة زراعة الذرة الأميركية الناضجة تأتيها العصافير المشاغبة من علٍ؛ لتلتهم رؤوسها، فتشوهها كما تشوه معظم الثمريات الحقلية، إن لم يكن كلها، خصوصا التين، ومن قبله تمور النخيل.
فما الحل؟
يقول الجريوي، ويشاركه الرأي بعض الحاضرين، وقال انه سمع عن توفير مدفع مصنوع يعمل بالغاز، يوضع وسط الحقول المزروعة، يصدر صوتاً "مصرقعا" مخيفا مزعجا مدوياً "يخرّع" (يخوف) العصافير الصغيرة؛ فلا تهبط على الأرض المزروعة؛ باحثة عن الحبوب المزروعة، ولا تقع أو لا تنقر الأوراق الخضراء، ولا على أكواز الذرة الناضجة لالتهام حباتها الصفراء المرصوصة.
وها هو قد اشترى لعل وعسى، أن تحمي مزروعاته الأرضية، من هجوم العصافير عليها والفتك بها حبّاً وورقاً وثمراً.
بيد أن المزارع وليد الفضالة المشارك في هذه الجلسة الزراعية (الممتعة) يفيد أن صوت المدفع الزراعي، مزعج لمن يلجأ لمزرعته طالباً الهدوء، ثم ما ذنب الطيور والحيوانات الأليفة المرباة بذات المزرعة أن تنزعج؟
وما ذنب جيرانه المزارعين الطالبين السكن والسكينة في مزارعهم بالوفرة والعبدلي في مثل هذه الأيام المعتدلة الحرارة هنا وهناك؟
وقال ان بعض المزارعين جرّب نصب "خيال المآتة" (الفزاعة) وسط الحقول المزروعة، لكن المشكلة أن هذه العصافير تألف "خيال المآتة"، بعد يوم أو يومين من نصبه تقف عليه غير آبهة به، وكأنها تستهزئ بمن نصبه لها؛ لتخويفها، وردعها.
فيما يقول ثالث أن هناك من المزارعين من يخصص عاملاً – غير محظوظ – من بين عماله؛ ليضرب على صفيحة زيت (دهن) تموين فارغة بحجر أو آلة حديدية، دونما توقف، فتهرب العصافير.
ولكم أن تتخيلوا حجم الصخب والإنهاك والتعب والإرهاق الذي يصاب به هذا العامل المسكين، وهو يحاول طرد الزرازير من الحقل المزروع المكشوف، لا سيما في الأيام القائظة الحرارة.
فيما اقترح رابع على المزارعين المتضررين من هجوم العصافير دس الحبوب المسمومة المنثورة إلى جانب البذور الحيوية في الأرض؛ فتلتهمها العصافير المغيرة وتموت فوراً.
الا أنه عاد وحرّمها، ورفض أن يستخدمها للفتك بالعصافير الوديعة الباحثة عن رزقها، حتى وإن كانت صغيرة؛ فهي من مخلوقات الله عز وجل
وتساءل: لماذا لا يفعل المزارع كما يفعل أخوه عبد الفتاح رفيع معرفي في الوفرة ذاتها؛ عندما غطى عثوق النخيل في كل نخلة مثمرة لديه في مزرعته الرّحبة بالروكلين الأخضر، أو القماش الأبيض؛ حماية لثمر النخيل الباسق من نقر العصافير والتهامه كلياً أو جزئياً، أن ترك عثقاً واحداً من العثوق؛ مكشوفاً تلتهم منه العصافير؛ تاركة العثوق الأخرى سليمة .
ويبين أيضا أن العديد من مزارعي الكويت، ومنهم المزارع عبد الكريم عبدالرحمن الصفران في مزرعة "العجوز" في العبدلي يستخدم الشباك لصيد العصافير المغيرة، بنصبها فوق الحقول المثمرة؛ لكن من دون جدوى أيضاً.
لهذا فإن الحل أن يوفّر المزارع المنتج للعصافير ما تلتهم من حبوب مزروعة، تُوضع في أماكن محدودة فتلتهم منها، ومن يقدر على الحيلة؛ فليحتل أو فليلجأ إليها.
وإذا وجدتْ العصافير ما تأكله من حبوب وخضار وثمار، ولو كانت "نفلة" غير صالحة للاستخدام الآدمي، فلن تهاجم الحبوب والخضار والثمار الصالحة!
يبدو أن مشكلة اعتداءات العصافير (الزرازير) على حقول المزارعين المكشوفة المزروعة بكل أنواع الخضار والثمار والحبوب، مشكلة عالمية، لا مشكلة كويتية فقط.
الفرق أن المزارع الكويتي لا يواجه هذه المشكلة فقط، فهو يواجه جملة أو مجموعة من المشكلات، وبخاصة في منطقة الوفرة الزراعية، مكان قصتنا هنا –أقصد مكان مزارع عدنان الجريوي- فالمزارع الكويتي في الوفرة يواجه الآن ومنذ سنوات؛ مشكلة نقص المياه الجوفية وارتفاع أسعار المياه العذبة، والأخطر منها مشكلة تسرب المياه الجوفية إلى سطح المئات من مزارع الوفرة مهددة إياها بالخراب والبوار، ناهيك عن مشكلة كثرة الآفات والأمراض الحشرية وأمراض التربة، وسوء تسويق المنتجات الزراعية المحلية بأسعار مربحة لا سيما وقت ذروتها، نتيجة لزيادتها عن حاجة الاستهلاك المحلي، وشدة منافسة المستوردات المماثلة لها في عقر دارها.
ألا تكفي تلك المشكلات وغيرها موجود، المزارع المنتج المثابر الصامد هناك على الحدود الشمالية والجنوبية النائية، وأنه يواجه هجوم الذباب نهاراً وهجوم الفئران، والقوارض ليلاً على مزروعاته، ليأتي هجوم العصافير عليها.