جفّ قلمنا، ونحن نرجو مسؤولي إدارة التعليم الخاص في وزارة التربية أن يضعوا منهجاً خاصاً مبسّطا وسهلاً للطلبة العرب في المدارس الأجنبية، التي تدرّس اللغة العربية كلغة ثانية، بعد اللغة الأجنبية (إنكليزية كانت أو فرنسية) من دون استجابة. وقلنا، وعن تجربة ميدانية في الحقل التعليمي تمتد لعقود عدة أن لا داعي ليدرس الطلبة العرب في المدارس، وبخاصة الأجنبية نصاً قرآنياً أو حديثاً نبوياً؛ بداية كل فصل والامتحان فيه. خصوصا بعد فصل اللغة العربية عن التربية الإسلامية في مدارس الكويت الحكومية والخاصة؛ فالطلبة العرب يدرسون على يد مدرّسي التربية الإسلامية هذه النصوص الدينية، فلماذا يدرّسها أيضاً مدرسو اللغة العربية؟
ورجونا كثيرا أن يضع موجهو اللغة العربية أنفسهم أسئلة اللغة العربية، وموجهو التربية الإسلامية بوضع أسئلة التربية الإسلامية ليمتحن بها طلبة المدارس الأجنبية، نهاية كل فصل دراسي، تماماً كما هو الحال في المدارس العربية الحكومية والأهلية (الخاصة) سواء بسواء. ويمكن لموجّهي اللغة العربية، وكذلك لموجهي التربية الإسلامية، أن يضعوا ثلاثة أو أربعة نماذج امتحانات لطلبة الصفوف الثانوية العليا( 10-11-12) ليختار كل رئيس قسم في هذه المدرسة الأجنبية، أو تلك نموذجاً واحداً منها، تناسب وقت دوام وإجازة طلبة المدرسة الأجنبية الذي يختلف من مدرسة إلى أخرى في الكويت. كما تساءلنا عن مغزى وهدف وغاية تكليف كل قسم من الأقسام العربية في المدارس الأجنبية، وحتى العربية الحكومية والخاصة (الأهلية) بأن يشتمل امتحان، أو اختبار، أو تقويم اللغة العربية الخاص في مجال الفهم والاستيعاب للصفوف العليا العاشر والحادي عشر، على أربعة أسئلة، منها اثنان من المنهج المقرر يكون واحد منهما (دينيا)، وكذلك اثنان من خارج المنهج المقرر يكون واحد منهما (دينيا).
لماذا اثنان من خارج المقرر على الطلبة، طالما توجد فرصة أن اختار الأسئلة الأربعة من المنهج المقرر الذي درسه الطالب؟
أليس الاكتساب والتحصيل، يسبق الإبداع؟
إذن؛ دعوا الطلبة يحصلون ويكتسبون ويستوعبون المنهج المقرر جيداً أولا، ثم نطالبهم بالإبداع تاليا، مما يناسب طلبة الجامعة والطلبة الأكاديميين في الجامعات، وليس طلبة الثانوية العامة في المدارس.
ثم لماذا نضع نحن المدرسين في المدارس الأجنبية التي تدرّس"العربية" وكذلك "الإسلامية" كفرض عين على كل طالب وطالبة من العرب ومن المسلمين، وهذا جيد ومطلوب، أن نُكلّف بوضع أسئلة مثار جدل واختلاف مع مدرسينا الأوائل، غالبا؛ فنختلف حتى عن: فيما يلي، أم فيما يأتي؟
مذكّرا أن وضع أسئلة اللغة العربية، تخضع غالبا لما يسمّى اختلاف وجهات النظر، لأنها مادة نظرية، بعكس المواد العلمية كالرياضيات مثلا.
ولماذا وهذا هو الأهم عندي؛ وضع سؤالين دينيين من أربعة أسئلة في مجال الفهم والاستيعاب في امتحان اللغة العربية الفصلي، طالما هناك قسم تربية إسلامية يمتحن طلابه في الأسئلة الدينية؟ومن يدرّس، أو يتخصص في تدريس المواد الإسلامية أقدر ممن يدرّس اللغة العربية في وضع الأسئلة الدينية، والإجابة عليها أو عنها، بل وتصحيحها.
وللتذكير فقط؛ مدرّس لغة عربية وآداب عربية، مثلا درَسها في كلية الآداب جامعة عين شمس بالقاهرة، يختلف علما وثقافة، وتفكيرا عن مدرّس تربية إسلامية في جامعة الأزهر، فلا يعرف جيدا، كما يعرف الأزهري، كيف يدرّس القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.
كاتب فلسطيني