هناك واجب على المؤمنين يمليه قوله تعالى "انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ..."، وهو إيمان غير محصور في المحافظين على صلواتهم الخمس في المساجد، لأن من هؤلاء القلة الملتزمة من دمر هذه البيوت، التي يفترض أن يذكر فيها اسم الله كثيراً، وهي كثرة لا تتوافر إلا بالاحتشاد في داخلها، تشعر المسلمين بدفء دينهم ولذيذ صلته.
والمؤمنون الذين يعمرون مساجد الله، مصطلح عام، الذي يؤمن بحرية المعتقد، لكن بصفة خاصة المسؤولين الحكوميين، الذين عليهم ترغيب المسلمين والمسلمات في صلاة المسجد، بعدما صارت شبه خالية، بسبب مجموعة من الأسباب لا تعتبر عصية على الحل.
لقد كانت هناك جماعات إسلامية تتنافس وتتصارع على السيطرة على المساجد، لإثبات قوتها على الساحة السياسية، ولم يعد لهؤلاء من ذكر يذكر، لكن حل محلها بعض الأفراد ممن استغلوا خلو ساحة المساجد، من التنظيمات ومن اللوائح الرقابية الضابطة جزائيا وتأديبيا، حتى نفر كثير من المسلمين، ما جعلنا مقصرين بما يمليه القرآن علينا بشأن المساجد. إذ نتمنى اصدار لائحة تمنح أئمة ومؤذني المساجد سلطة تطبيق احكام اللائحة، بالتعاون بين وزارتي "الأوقاف" والداخلية. تكون فيها لبلاغات وشكاوى المساجد أولوية في المعالجة.
فهناك مصلون كبار سن يعتدون بالضرب على بعضهم بعضا، ويتبادلون سب بعضهم بعضا، والآخرين.
وهناك مدمنون يظهرون في فترات متقطعة ويختفون، يمارسون الايمانيات الشكلية. كذلك موضوع المظهر اللائق والنظافة واداب استعمال الهواتف، والالتزام بأداب السلام لأن هناك من لا يحيي تحية المسجد، ولا يبادل من يسلم عليه السلام، إضافة لانطفاء بشاشة وجهه.
فمن لا يلتزم بأحكام اللائحة يكون من واجب إمام المسجد أو المؤذن، انذاره بإمكانية منعه من الصلاة في المسجد بعد التحقيق معه في الوزارة عن سبب مخالفته. فلائحة الجمعيات التعاونية تجيز لادارة الجمعية التحقيق مع المساهمين، والمساجد ليست أقل شأن منها.
من يريد عمارة بيوت الله لا يكفي مداومته على صلاة المسجد، وينفر غيره، لأن في صلاته بمنزله أفيد للمسلمين، فقد نهي من لا يهتمون بنظافتهم من الصلاة بالمسجد.
كاتب كويتي