الأحد 09 نوفمبر 2025
21°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
التَهَرُّب من نقد الذّات
play icon
كل الآراء

التَهَرُّب من نقد الذّات

Time
السبت 08 نوفمبر 2025
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" (الشمس 7-10).

يتهرّب أحدهم من نقد ذاته ومراجعتها، فيبقى كما هو لا يتقدّم ولا يتطوّر، ويبدأ يفقد بريقه تدريجياً، ويواجه شخصا آخر نفسه، وينقد ذاته بهدف تحسينها، ويتعلّم من أخطائه السابقة، ومن بعض علامات وأسباب التهرّب من نقد الذّات، نذكر ما يلي:

-العلامات: يتّصف من يتهرّب ويتملّص، ويتفادى نقد ذاته بميله شبه الغريزي الى ارتكاب أخطائه السابقة نفسها، وربما يستمر بشكل غريب في استعمال طرق التفكير نفسها التي دفعته إلى ارتكاب أخطاء فادحة في حقّ نفسه، ولا يمتلك مهارات التواصل الفعّال، ما يجعله أحيانا كثيرة شخصاً معزولاً عن بيئته المحيطة، ولا يعرف ما هي قدراته أو إمكانياته الشخصية الحقيقية، ويضعف أمام أمور وأشياء من المفترض ألاّ يضعف أمامها وفقاً لإمكاناته ولمؤهلاته.

ويبدو أحياناً منفصلاً بشكل ملاحظ عن واقعه الحياتي، والواقع الاجتماعي المحيط به.

ومن أبرز علامات شخصية من يتهرّب بشكل مستمر من نقد ذاته وتطويرها هي خموله الفكريّ، لا سيما ضعف نباهته، وضعف استقلاليّته الفكرية والنفسية، أو غيابها تماماً، وسهولة التأثير عليه وتجنيده لخدمة مصالح الآخرين، وجموده الفكريّ، وضعف مناعته النفسيّة أمام الضغوط الحياتية الشديدة والمفاجئة.

-الأسباب: ضيق الأفق، والخوف من التعامل مع عواقب أخطاء الماضي، وبسبب ضعف الثقة بالنفس، ولمخالطة أشخاص يتهرّبون من نقد وتطوير ذواتهم، وربما بسبب تلقّي تربية أسرية فاشلة، وبسبب الاغترار المفرط بالنفس، وضعف تقدير الذّات، ويتهرّب بعض الأفراد من مراجعة ومحاسبة أنفسهم بسبب خوفهم الشديد من الفشل.

وربما بسبب خوفهم المفرط من مواجهة ذواتهم الحقيقية، ويتسبّب قرناء السّوء في تثبيط الانسان وتحبيطه عن تطوير نفسه فكرياً ونفسيًّا واجتماعياً، وربما بسبب بقاء المرء في بيئة يشعر فيها بالاختناق الفعلي أو المجازي، وعدم سعيه الى الخروج منها، أو استبدالها ببيئة أكثر إيجابيّة، وبالطبع، بسبب ضعف الوعي بشكل عام، وبخاصة ضعف أو غياب الوعي الظّرفي، والخوف من ممارسة الفضولية الفكريّة بين الحين والآخر، ولفقد الأمل في إصلاح أو تطوير الذّات.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار