الدويش: "الصبية" تقدّم أدلة جديدة على قِدم الاستيطان في الكويت

نشاط نظمته اللجنة الثقافية في كلية الآداب

نظمت اللجنة الثقافية بالقسم محاضرة بعنوان "فخار العبيد المبكر" موقع الصبية نموذجًا مؤخرا، قدمها خبير الآثار الدكتور سلطان الدويش، وأدار المحاضرة أستاذ الآثار في جامعة الكويت أ.د.أحمد سعيد، بحضور نخبة من الأكاديميين والمهتمين بالآثار والتاريخ، تحت رعاية القائم بأعمال عميد كلية الآداب أ.د.عبد المحسن الطبطبائي، فيما شهدت الفعالية حضور كل من أ.د.عبدالله الهاجري، أ.د.الدكتور السيد محفوظ، د.محمد الجميعان، د.حمد القحطاني، د.بدر الرشيدي، إلى جانب جمع غفير من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب.

في البداية قال د.الدويش إن منطقة الصبية تقدّم أدلة جديدة على قِدم الاستيطان البشري في الكويت، وعلى قدرة الإنسان القديم على التكيف مع البيئة واستثمار مواردها الطبيعية، ما شكّل بداية للحضارة في الخليج العربي. وأشار إلى أن تنقيبات موقع "بحرة 1" كشفت عن مستوطنة من العصر الحجري الحديث تضم مباني حجرية هندسية وورشاً لصناعة الخرز والفخار، إلى جانب أقدم السفن الشراعية في العالم، ما يؤكد النشاط التجاري المبكر ودور الكويت الحضاري عبر التاريخ.

وتابع د.الدويش إن جغرافية الكويت القديمة كانت مختلفة، إذ جفّ الخليج العربي قبل 20 ألف سنة ثم غمرته المياه مجددًا قبل 8 آلاف سنة، وكانت المنطقة المحيطة بحيرات ومستنقعات. وأوضح أن موقع بحرة 1 في الصبية كان قريبًا من الساحل القديم، بدليل رواسب الأصداف وموقع القرية المنخفض، ما يؤكد أن الاستيطان البشري في الصبية كان مرتبطًا بالبحر منذ عصور ما قبل التاريخ. وذكر د.الدويش أن فخار العبيد يُعد أقدم أنواع الفخار في الخليج العربي، مصنوع من طين مخلوط بالقش ومزيَّن بزخارف هندسية مميزة. وأوضح أن هذا الفخار انتشر في نحو 60 موقعًا أثريًا، ما يدل على نشاط حضاري مبكر في المنطقة.

وأوضح د.الدويش أن الدراسات تشير إلى أن فخار الصبية يشبه فخار العبيد في جنوب بلاد الرافدين من حيث لون العجينة الخضراء والزخارف الهندسية مثل المثلثات والأشرطة الأفقية والعمودية، وكذلك في أشكال الأواني والمقابض والحواف. وأضاف بأنه أجريت تحاليل على عينات متنوعة من الفخار (الفاخر، الشائع، الخشن) لتحديد تقنيات التصنيع ودور الخزافين والعلاقة بين الإنتاج والاستهلاك.

وأظهرت النتائج اختلافًا في التركيب الجيوكيميائي بين فخار بحرة 1 والدوسرية، ما يدل على استخدام مصادر محلية للطين في بحرة.

وتبين أن صناعة الفخار كانت منزلية بسيطة ذات قيمة اقتصادية محدودة للتبادل المحلي، وأن هذه الصناعات تعود إلى فترة العبيد (6500–3800 ق.م)، وهي المرحلة التي تميزت بوجود فخار أسود ملوّن يعد السمة الأبرز لمواقع تلك الثقافة في الخليج العربي.