ألقى محاضرة في "جمعية التراث"
ألقى الأديب والباحث في التراث طلال الرميضي، محاضرة حول "الأمثال الكويتية القديمة"، خلال الموسم الثقافي للجمعية الكويتية للتراث، وأدارها عضو مجلس إدارة الجمعية الباحث صالح المسباح، في حضور نخبة من المهتمين بالتراث الكويتي والأدب الشعبي.
وتحدث الرميضي خلال المحاضرة عن مجموعة من الأمثال الكويتية القديمة، موضحاً دلالاتها ومعانيها وأصولها التاريخية، وما تحمله من حكمة وتجارب توارثها الآباء والأجداد عبر الأجيال.
حيث تناول صفحة من صفحات الماضي الكويتي الجميل، من خلال الحديث عن الأمثال الكويتية القديمة التي تُعدّ جزءًا أصيلًا من تراثنا الشعبي، والمستمدة أساسًا من البيئة الكويتية وحياة الأجداد في مجتمع ما قبل النفط".
وقال: إن هذه الأمثال تميّزت بألفاظها الموجزة والمعبرة، واحتوت على موعظة ونصيحة تعبر عن خبرة الأجداد وفطنتهم في صياغة المعاني العميقة بأسلوب بسيط ومؤثر، وأشار إلى أن التراث الكويتي زاخر بالأمثال التي تعكس ملامح الحياة القديمة، وقد بذل عدد من الباحثين والمثقفين جهودًا لتدوينها وتوثيقها، ويُعدّ أول كتاب صدر في هذا المجال هو "من الأمثال العامية" للأديب خالد سعود الزيد - رحمه الله - والذي طبع عام 1961 في الكويت، وضم 812 مثلًا كويتيًا جمعها المؤلف بعناية وقدّمها بأسلوب شيق وممتع، والكتاب الثاني المهم في هذا المجال هو "الأمثال الدارجة في الكويت" للشيخ عبد الله النوري - رحمه الله - وهو من علماء الكويت البارزين، وقد اشتغل في مهنة المحاماة والقضاء قديما، وله العديد من المؤلفات في المجالات الدينية والتاريخية.
وأوضح الرميضي أن هذا الكتاب صدر في جزأين عام 1965، وضم 1393 مثلًا كويتيًا، وكان الشيخ النوري قدم قبل صدوره مقابلة إذاعية عبر إذاعة دولة الكويت تناول فيها هذه الأمثال، مؤكدًا من خلالها على أهمية توثيقها والحفاظ عليها لما تحمله من قيم اجتماعية وأخلاقية ومعان تربوية عميقة.
وذكر الرميضي أن من أبرز الإصدارات التي تناولت التراث الشعبي الكويتي ومنها كتاب شيق بعنوان "الأمثال الكويتية المقارنة"، وهو عمل توثيقي ضخم يضم 2293 مثلًا كويتيًا قديمًا، أعدّ هذا العمل القيّم الشاعر والمؤرخ أحمد البشر الرومي بالتعاون مع الكاتب والباحث صفوت كمال، وصدر في أربعة أجزاء؛ حيث نشر الجزء الأول عام 1978، والثاني عام 1980، والثالث عام 1982، فيما صدر الجزء الرابع عام 1984.
وأوضح الرميضي أن هذا الكتاب يعد موسوعة شاملة للأمثال الكويتية، ويمثل جهدًا توثيقيًا كبيرًا يستحق الإشادة والثناء، لما قدمه من خدمة علمية وبحثية رائدة للدارسين والمهتمين بالتراث الشعبي الكويتي.
وأضاف أن هذه الأعمال تبعتها جهود بحثية متعددة من عدد من المؤلفين الكويتيين.