الاثنين 10 نوفمبر 2025
23°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منطقة الرقة بوداع ابنها البار سعد طامي
play icon
كل الآراء

منطقة الرقة بوداع ابنها البار سعد طامي

Time
الأحد 09 نوفمبر 2025
حامد الهاملي

في لحظة تجمدت فيها ذكريات السياسة الكويتية، رحل عن الدنيا الفانية النائب الاسبق سعد فلاح الطامي، الرجل الذي كان صوتاً مدوياً في أروقة البرلمان الكويتي، ما شكّل فيه شخصية قوية وقادرة بحماسة للقضايا الوطنية، متأثراً بالتراث الوطني الذي يُعزز قيم الشرف والوفاء للأرض.

ووجهاً بارزاً للمعارضة الشعبية. حيث ترك وراءه إرثاً من الشجاعة السياسية والالتزام بالمبادئ الوطنية. سعد الطامي، كما كان يُعرف شعبياً، لم يكن مجرد نائب سابق، بل كان رمزا للكفاح من أجل الديمقراطية والإصلاح في منطقة الرقة، التي يعد أحد رجالاتها نموذجاً للتمثيل الشعبي في المنطقة.

بدايات رحلة سعد الطامي بعالم السياسة الكويتية كانت في السبعينيات، حين انتُخب في مجلس الأمة، الذي يُعد أحد أقدم البرلمانات الشعبية، كان دوره الأبرز كرئيس للجنة الداخلية والدفاع، حيث ساهم في صياغة سياسات، أمنية واقتصادية، لدولة تواجه تحديات التنمية بعد اكتشاف النفط. لم يكن سعد بن طامي مجرد صوت في البرلمان؛ بل كان معارضا جريئا، يدافع عن حقوق الشعب والإصلاحات الديمقراطية، في فترات التوتر السياسي، مثل أزمات البرلمان في التسعينيات والعقد الأول من الألفية، وكان في الصفوف الأمامية، يطالب بتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد.

فقد شارك في حملات انتخابية حاسمة وفقا لسجلات الانتخابات الكويتية، حيث خسر بعض الانتخابات القبلية في 2003 لكنه استمر في التأثير من خارج البرلمان.

كان رجلا متعدد الأبعاد؛ إلى جانب نشاطه السياسي، وناجحاً ومعارضاً يعرف بمواقفه الثابتة. هذه المواقف جعلته محبوباً بين الأجيال الشابة، التي رأت فيه نموذجاً للسياسي الذي لا يتنازل عن مبادئه.

مع رحيله، يفقد المجتمع الكويتي أحد رموزه الوطنية،ففي السنوات الأخيرة، كان الرجل يعيش حياة هادئة نسبياً، محاطاً بعائلته الكبيرة بين أبناؤه فهد وناصر فلاح الطامي، لكن تأثيره لم ينتهِ؛ فإرثه يعيش في البرلمان الذي ساهم في تشكيله، وفي القضايا التي دافع عنها مثل تعزيز الأمن الوطني والدفاع عن الحقوق الشعبية، كما قال في احد خطاباته: "السياسة ليست لعبة، بل واجب تجاه الأجيال القادمة".

في الختام، رحيل سعد فلاح الطامي العجمي ليس نهاية فصل، بل بداية لقراءة إرثه بعمق أكبر، لقد كان رجلاً من لحم ودم، نشأ في صعوبات وارتقى إلى مناصب عالية، ليترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الكويت الحديث.

نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. الكويت تخسر نائبا، لكنها تكسب تاريخا يُروى للأبد.

كاتب صحافي

[email protected]

آخر الأخبار