في الاسبوع الماضي اعلن وفاة النائب السابق سعد بن طامي، يرحمه الله، وهو كان يمثل مع زميله خميس طلق عقاب، الصوت المعبر عن الدائرة العاشرة، وكنت اتابع طروحاتهما باعتبارهما من المعارضة التي كان يقودها الراحلان الدكتور احمد الخطيب وعبدالله النيباري.
ثم التحق بهما في المجالس التالية احمد النفيسي، او ما كانوا يسمون "جماعة الطليعة"، ولمن لا يعرف تلك الجماعة كانت تتولى ادارة وسياسة جريدة الطليعة الاسبوعية، لسان حال المعارضة اليسارية او ما كانوا يسمون احيانا "نادي الاستقلال"، يرحمهم الله جميعاً نادياً وجريدة وجماعة.
جيل نواب الستينات والسبعينات والثمانينيّات والتسعينات، ربما لم يبق منهم على قيد الحياة احد من وزراء أونواب، الا عدداً لا يزيد على عدد اصابع اليدين.
وانا جالس مع الزملاء الصحافيين وغالبيتهم كانوا من الاخوة العرب (عبدالله القاق، نبيل سويدان، عبدالكريم ووجيه العجوز، واخرين) لم تعد الذاكرة تسعفني لتذكر الماضي الجميل، فعقلي بات "شيش بيش" او اللومية الجافة الخالية من الماء.
المهم كنا ونحن على منصة الصحافة نتابع حوارات ومناقشات واطروحات ومعارضات النواب، من معارضين ومؤيدين والاغلبية الصامتة.
ومن الملاحظات الطريفة من تلك الحقبة، ان مواطناً من جلساء ديوانية المرحوم الشيخ جابر العلي الصباح، قال للشيخ جابر بجملة اعتراضية "شنو طالعين لنا انتخابات ومجلس امة"، فضحك الشيخ يرحمه الله، وقال: "قم على العشاء"، ولذلك لم يكن المواطنون على اتفاق واحد للديمقراطية وانتخابات ومجلس امة.
ولذلك عندما تم حل المجلس في المرتين (1976 و1986) لم نر اي اعتراض او مع، او ضد من المواطنين، وحتى في قرار الحل الاخير، بل إن غالبية المواطنين باركوا هذه الخطوة. المواطن في الكويت، وحتى المقيم شبعان، وكل اموره واحتياجاته الحياتية متوافرة، ليس هناك حاجة كي ينام على الارصفة، ويمسك بطنه من الجوع او الفقر وقلة الدخل، فالناس هنا لا يزالون بخير، وسوف تبقى الكويت بخير ما تماسك اهلها بوحدة الكلمة.
بالعودة الى اصل الموضوع، وفاة النائب السابق سعد بن طامي، رحمه الله، الا تلاحظون ان النواب السابقين قد عزفوا عن الظهور والحضور للدواوين، والتصريحات، هل يعتبر تهربا ام هروبا ام تفاديا لاي تفسيرات او تأويلات في غير اوانها او مكانها؟
لكن لا اسباب حقيقية تدفع المواطنين، لا سيما اصحاب الرأي للتوقف عن التعبير عن قضايا وطنهم، فالكويت لا تزال تحتاج لكل رأي صادق وصائب، الكويت لا تزال في طريق التنمية، وهذا ليس شعاراً وتحتاج إلى الرأي الصائب والكلمة النابعة من القلب.
صحافي كويتي
[email protected]