حوارات
يظنّ بعض الحاسدين المضطربين أنّ تميّز ونجاح وتفوّق الانسان الآخر في أي مجال يقلّل من قيمتهم وشأنهم، وربما يحرمهم من رزقهم، أو هكذا يظنّون.
ولا يستطيعون إخفاء ضيقهم عندما يُذكر اسمه أمامهم، بسبب أنّه حصل على شيء في الحياة لم يحصلوا عليه، أو ربما نال سمعة طيّبة أو شعبية بين الناس، عجز الحاسدون باختيارهم عن الحصول عليها.
ومن بعض الأسباب الأخرى التي ربّما تفسّر الكره الشديد لبعض الحسدة للآخر المتميّز، وكيفية الوقاية منهم، نذكر ما يلي:
-الأسباب: يظنّ بعض الموتورين أنّ الشخص المتميّز يمثّل بالنسبة لهم نداً ينافسهم على شيء يظنّون أنهم يستحقونه أكثر منه، لقدراتهم المتخيّلة، ومع أنّ وجود المتميّز لا يقطع أرزاقهم، أو يحرمهم من الفرص المتاحة في بيئتهم المحيطة لتحقيق التميّز، لكن بسبب نرجسيتهم، ستلاحظهم يركزّون جلّ جهودهم على إفشاله، أو التقليل من شأنه، أو تشويه سمعته، وهذا النوع من الأنانيين النرجسيّين يتضايقون، وربما يحترقون داخلياً، إذا شعروا أنّ فلاناً من الناس أفضل منهم وأكثر كفاءة، أو أكثر شعبية وقبولاً عند الناس.
وبسبب انخفاض النضج النفسيّ، وضعف تقدير الذّات، ولضعف الثقة بالنفس، ولترسّخ النظرة الاستعلائية في عقولهم الصغيرة، وبسبب التعويض النفسيّ السلبيّ، وضيق أفقهم، ربما بسبب جمود التفكير، أو بسبب اقران السوء، وربما بسبب تلقّي الحسّاد الحاقدين لتربية سيكوباتية!
-الوقاية من شرور الحاسد الحاقد: يوجد شخص حاسد عابر، ويوجد حاسد ناقم وحاقد وطفيليّ، والأخير أسوأ من الأوّل، وذلك بسبب أنّ حسده يطول، ويلتصق، ويدمل مع مرور الوقت، حتى يتحوّل الى مرض معْدٍ جدّا (الحقد الجنوني)، ومن بعض الوسائل الفعّالة للتعامل مع صاحب هذه الشخصية المعتلّة هو تجاهله أولاً، لعله يرتدع (حاسد عابر).
وثانيّا، تجنّب الاحتكاك به، لكن عندما يدرك الضحية أنّه أمام كائن حاسد حاقد ماقِتْ يصعب التخلّص منه بسهولة، فحري به عدم كشف ضعفه، أو أسراره أمامه، وعدم مشاركته النجاحات الشخصية، وثالثاً، تصنّع الشكوى أمامه بهدف إزاغة سهامه السّامة، والتفاهم المنطقي مع الحاسد الحاقد مستحيل، فداوها بالتي هي الداء!
كاتب كويتي
@DrAljenfawi