الثلاثاء 11 نوفمبر 2025
20°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الوَلِيّ الصَّالِح
play icon
كل الآراء

الوَلِيّ الصَّالِح

Time
الاثنين 10 نوفمبر 2025
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا من عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ" (فاطر 32).

أشغف كثيراً بالقراءة والكتابة عن الشخصيات الإنسانية الاستثنائية، لا سيما في ثقافتي العربية الإسلامية. وأسعى قدر ما أستطيع أن أتّخذها كقدوة أخلاقية، وتوجد سمات معيّنة يمتلكها الوليّ الصّالح، وقيم ومبادئ أخلاقية وسلوكيات يلتزمها في حياته الخاصة والعالم الخارجي، ونذكر منها ما يلي: -سمات الوَلِيّ الصَّالِح: يتّصف الوليّ الصالح بطاعته الكاملة لله، عزّ وجلّ، في السرّ أشدّ من العلن، وهو يوفي بالفروض بأوقاتها، ويكثر من النوافل مع شعوره بالفرح الداخلي الحقيقي أثناء أدائها، ومن سماته البارزة أيضاً الزهد في الدنيا، والاستعداد المستمر للآخرة، وربما يصعب التعرّف على الوليّ الصالح في الحياة العامة، وربما حتى في حياته الخاصة، لتواضعه الشديد. لكن يظهر حوله هالة خير تُسْكِن قلوب من يحتكون به، والله عزّ شأنه أعلم، ويتّصف كذلك بإستباقه للخيرات، لا سيما الخبايا السريّة، وإن كان يخالط الناس في حياته الخاصة، وأثناء تواجده في العالم الخارجي، لكن لا يغيب عنه ذِكْر الله، فلربما ينسى بعض الأشياء الدنيوية، لكنه لا ينسى إطلاقاً الأشياء الأخروية، ويتّقي الله في السرّ والعلن، ويتعلّق قلبه بالمساجد، ويناجي ربّ العزّة ولو لبضع دقائق في اليوم.

وستجده حريصاً جداً على عدم أخذ حقوق الناس أو ظلمهم، ولو بشكل غير مباشر، ولا يكاد يفارقه القرآن الكريم، ويتحرّى الرّزق الحلال دائماً وأبداً، ويحسن الظنّ في عباد الله، ويقينه بربّه لا يشابهه شيء.

-قيم ومبادئ وسلوكيات أخلاقية راسخة: التقوى، والتواضع، واستباق الخيرات، وكثرة الاستغفار تريح النفس، وعدم القنوط من رحمة الله عزّ وجلّ، وعدم التنافس المحتدم مع الآخرين سوى في استباق العمل الصالح، وعدم التوسّع فيما هو مباح، ومروءة الإسلام تكمل مروءة العرب، وألدّ الأعداء هو الهوى، و"صِلَةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمْرِ، و صَدَقةُ السِّرِّ تُطفِئُ غضبَ الرَّبِّ" (حديث شريف)، ومن يحرص على الوقوف في الصفّ الأول تدعو له الملائكة، والله عزّ وجلّ أعلم.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار