مسجد العثمان يحصد جائزة التميز الخليجي لكفاءة الطاقة لعام 2025

خضع لعملية تأهيل وترميم استثنائية وفقاً لأعلى المعايير العالمية

عبدالله العثمان: المسجد أصبح منارة حضارية وبيئية ذكية تُكمل مكانته الروحانية

محمد العنزي

حصد مسجد المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان جائزة "التميز الخليجي لكفاءة الطاقة وترشيد الكهرباء والماء لعام 2025" المُقدمة من وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ولجنة الترشيد وخدمات المشتركين التابعة للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وقال عضو لجنة أوصياء ثلث المرحوم عبدالله العثمان المهندس عدنان العثمان خلال مؤتمر صحافي عقده امس في مسجد العثمان بمنطقة حولي ـ إن الإنجاز يأتي ضمن مشاريع ثلث المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان، الذي يمثل تجسيداً لإعادة هندسة العمل الخيري، لافتا الى ان الثلث اتخذ رؤية شاملة تجمع بين الاستدامة المالية والمسؤولية الاجتماعية والبيئية، لتتحول هذه الرؤية إلى واقع ملموس من خلال مشاريع تنموية وثقافية وإنسانية تمتد من الكويت إلى العالمين العربي والإسلامي.

وأكد أن مشروع إعادة تأهيل مسجد العثمان يُمثل أحد المشاريع المتميزة لثلث العثمان، حيث جسد المشروع فلسفة متكاملة تجمع بين الحفاظ على التراث والمسؤولية البيئية والاستدامة المجتمعية، مشيرا إلى ان المسجد خضع لعملية تأهيل وترميم استثنائية طُبقت خلالها أعلى المعايير العالمية المُتبعة في أعمال ترميم المباني التاريخية، مع استخدام تقنيات مبتكرة للاستدامة البيئية دون المساس بالطابع المعماري الأصيل للمسجد.

واضاف: إن المسجد حصل كذلك على الشهادة المبدئية LEED العالمية بالمرتبة الذهبية من المجلس الأميركي للمباني الخضراء، ليكون أول مسجد في الكويت ينال هذه الشهادة وأول مسجد تراثي في العالم يحصل عليها، موضحا أن أعمال المشروع شملت إعادة تصميم أنظمة المياه لتوفير أكبر قدر ممكن من الترشيد، وأضيف نظام متطور لتنقية ومعالجة المياه المستعملة للوضوء وإعادة استعمالها للغسيل والري.

وتابع قائلا: إن المشروع اعتمد على الطاقة الشمسية وأنظمة الإضاءة والتكييف عالية الكفاءة لخفض استهلاك الكهرباء، وفي خطوة تقنية متقدمة، طبق نظام "المسجد الذكي"، للتحكم بنظام التكييف تلقائياً قبل وبعد كل صلاة ويستشعر النظام عدد المصلين لضبط الأداء وفقاً للحاجة الفعلية، بالإضافة إلى نظام مستشعرات الضوء لإضاءة مرافق الخدمات بشكل ذكي يُسهم في ترشيد الاستهلاك.

وأكد العثمان أنه سيتم التكفل بأعمال الصيانة والنظافة بشكلٍ مستمر من قِبل ثلث المرحوم عبدالله العثمان ليبقى على أفضل حال، موضحا أن دعم مؤسسات الدولة المعنية كان عاملاً أساسياً في تحقيق هذه النتائج المتميزة.

وبين أن "مسجد العثمان اليوم لم يعد مجرد مكان للصلاة، بل أصبح منارة حضارية وبيئية ذكية تُكمل مكانته الروحانية، مُجسداً بذلك لقاءً فريداً بين الإيمان والتكنولوجيا، وبين العبادة والاستدامة، ليقف شاهداً على قدرة الكويت على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وليكون هذا المسجد سفينة المقدمة ونموذجاً للمشاريع التراثية والصديقة للبيئة كما كان سفينة المقدمة للعمل الخيري، وليكون قدوة تُحتذى في المنطقة بأسرها نحو مستقبل أكثر وعياً وازدهاراً".