الأربعاء 12 نوفمبر 2025
27°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
يحق للرجل دعوى طلاق للضرر
play icon
كل الآراء

يحق للرجل دعوى طلاق للضرر

Time
الثلاثاء 11 نوفمبر 2025
سارة الجاسم

في ظل ما يشهده المجتمع من تطور، هناك بعض المفاهيم التي بحاجة إلى استيضاح حول قضايا الأحوال الشخصية، ومن أبرزها الاعتقاد أن دعوى الطلاق للضرر مقصورة على المرأة فقط، بينما في الحقيقة يملك الرجل أيضا هذا الحق، وفقا للقوانين المنظمة للعلاقات الاسرية في الحقوق والواجبات.

إن الطلاق في الأصل هو حق شرعي للرجل يمارسه بإرادة المنفردة، لكن في بعض الحالات لا يكون هذا الخيار مناسباً لحفظ حقوق الرجل القانونية، وهنا يأتي دور دعوى طلاق للضرر التي يرفعها الزوج حفاظاً على حقوقه، حيال ما قد يقع عليه من اضرار نتيجة العلاقة الزوجية غير السوية وغير المتكافئة.

فالقانون في جوهرة لم يفرق بين رجل وامرأة في حماية الكرامة الإنسانية، بل يقف في صف الطرف المتضرر، فالزواج ميثاق مودة ورحمة لا يقوم على الإيذاء او الإهانة لاي من الأطراف.

وقد اتى قانون الأحوال الشخصية رقم 51 لسنة 1984 بـ"أن لكل من الزوجين الحق في طلب التفريق إذا لحق به ضرر من الطرف الآخر، سواء كان هذا الضرر ماديا أو معنويا، بحيث يتعذر معه دوام العشرة بينهما".

فإذا تعرض رجل لضرر حقيقي ومتكرر من زوجته فله أن يلجأ إلى محكمة الاسرة، ويقيم دعوى طلاق للضرر ضد زوجته، إذا أساءت معاملته، او اهملت بيتها، وابناءها، او خرجت عن طاعته بغير مبرر، او تعمدت الإساءة اليه قولاً او فعلاً، او عبر وسائل التواصل الاجتماعي، او بسلوك يخرج عن عادات وتقاليد المجتمع، فعليه أن يقدم ما يثبت ذلك بجميع طرق الاثبات، سواء بالشهود والادلة والمستندات الداعمة لاثبات دعواه، واثبات الضرر الواقع عليه حيال ما فعلته الزوجة.

مما يعني أن الرجل يمكنه اللجوء إلى المحكمة لطلب الطلاق للضرر متى ثبت تعرضه لضرر واقع عليه، ولا يمكن معه استمرار الحياة الزوجية.

فإذا ثبت الضرر الفعلي الواقع عليه قد يحصل على الطلاق للضرر، طبقا للمعطيات المعروضة امام عدالة المحكمة، مع حفظ جميع الحقوق الشرعية لكل طرف.

ومن الجدير بالذكر ان قانون الأحوال الشخصية اعطى الرجل حق دعوى الطلاق للضرر، كما اعطى المرأة حق الخلع، وأيضا حق الطلاق للضرر، وهذا ما يعكس توازن التشريع الكويتي وعدالته في تنظيم العلاقات الأسرية، وصون الكرامة الإنسانية للطرف المتضرر، فالقانون لا يفرق بين رجل وامرأة في حماية النفس من الأذى أو الإهانة أو الظلم، فالزواج ميثاق رحمة ومودة، لا يبنى على الإكراه أو الإيذاء، انما على الاحترام المتبادل.

كاتبة - محامية كويتية

آخر الأخبار