حِدَّة الذِّهْن ورؤية ما لا يراه الآخرون

حوارات

تشير حدّة الذّهن الى مَلَكَة جانب منها فطري، والآخر مكتسب، وهي الفهم السريع، وحضور البديهة، وهي مفيدة للغاية في عالم اليوم المضطرب الذي يكاد يفيض، وفقاً لوجهة نظري المتواضعة، بكل أنواع الاستغلال والتلاعب والنصب والاحتيال.

وأبرز ما في ملكة حدّة الذهن أنها تمكّن صاحبها من رؤية ما لا يراه الآخرون في كل جوانب الحياة الإنسانية، ومن بعض ما يساهم في تقوية حدّة الذّهن، نذكر ما يلي:

- شحذ قدرة الملاحظة: يتمتّع الانسان بقدرة الملاحظة عندما تنمو لديه مهارة الانتباه شبه الدائم لما يجري ويدور ويحدث حوله (الوعي الظرفي)، وعندما لا يفوته ملاحظة تفاصيل الواقع المحيط به، واهتمّ بالتنبّه لأدق التفاصيل، لا سيما ما يصعب على البعض ملاحظته من أوّل نظرة.

وما يشحذ قدرة الملاحظة هو ممارستها بشكل يومي، لا سيما في التعرّف على ما هو متعارض أو متناقض بين كلام الآخرين وتصرفاتهم الفعلية على أرض الواقع.

-التحرّر من التحيّزات الفكرية والنفسية: كلما حرّر الفرد عقله من تحيّزاته الشخصية، تجاه ما يوجد في العالم الخارجي، حدّ ذهنّه وقويت قدرته على الملاحظة، وتمثّل التحيّزات (الفكرية والنفسية) معوّقات ربما تسببت فيها بعض التجارب، والخبرات، والانطباعات الضيّقة.

ويرى الانسان الذي يتحرّر بشكل دوري من تحيّزاته الفكرية والنفسية، أشياء وتفاصيل وأمور غامضة في الحياة تخفى عن غالبية الناس.

- المناعة النفسية والفكريّة ضدّ المؤثرات الخارجية: أعتقد أنه كلما ارتفع مستوى الاستقلالية، النفسية والفكرية، عند الانسان، قويت حدّة ذهنه، لا سيما في مقاومته للأراجيف، وللإشاعات، منها تلك التي تصطنعها عقول بعض الحمقى، والمتلاعبين، فحادّ الذّهن يرى الحقائق كما هي، بينما يرى ويصدّق الآخرون السواتر الدخانية فقط. -رؤية ما لا يراه الآخرون: يخفّ اندفاع الفرد في تكوين انطباعاته الشخصية، ويتأنّى في الحكم على شخصيات من يحتكّ بهم في العالم الخارجي، ويطول صبره أكثر من صبر الانسان العادي، ولا ينخدع بالمؤثّرات الصوتية والدرامية المفتعلة، لا سيما الكلام المزخرف، ولكنه يركّز على معرفة وفهم ما يوجد ويحدث أمامه في العالم الواقعي.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi