خبرات المتقاعدين بين الاستعانة والاستدامة

بوضوح

تعميم مجلس الوزراء بشأن شروط ومعايير الاستعانة بخدمات المواطنين المتقاعدين، في المحافظات، خطوة مهمة تترجم إدراك الدولة لقيمة الخبرات الوطنية المتراكمة التي يمتلكها المتقاعدون، وإيمانها بقدرتهم على الإسهام في دعم مسيرة التنمية، وتعزيز كفاءة العمل المحلي.

إن تنظيم هذه الآلية يُعد نقلة نوعية في استثمار الكفاءات التي خدمت الوطن بإخلاص، ويُسهم في تعزيز التكامل بين مؤسسات الدولة ومجتمع الخبرة.

غير أن النظرة المستقبلية تستدعي أن يتسع هذا الإطار من "الاستعانة الرسمية" إلى "الاستدامة المجتمعية"، بحيث يُفتح المجال أمام الاستفادة التطوعية من خبرات المتقاعدين الراغبين في العطاء بلا مقابل مادي، إنما بدافع الانتماء والمسؤولية الوطنية.

فالطيف الواسع من المتقاعدين يضم قيادات، وإداريين، وأكاديميين، وأمنيين يمتلكون رصيداً من التجربة يمكن أن يُحدث أثراً كبيراً في المحافظات، إذا ما أُتيح لهم مجال المشاركة التطوعية المنظمة في التخطيط المحلي، وتنمية المجتمع، والإشراف على المبادرات، ونقل الخبرات إلى الأجيال الجديدة.

ومن هنا، فإن المطلوب أن تبادر المحافظات إلى تهيئة بيئة داعمة لهؤلاء المتطوعين، تتضمن التحفيز المعنوي، وتوفير أماكن مناسبة لتواجدهم وتفاعلهم، وإشراكهم في اللجان الاستشارية.

كما يمكن لمختلف مؤسسات الدولة أن تتعاون في إنشاء منصة وطنية، أو بنك معلومات، لخبرات المتقاعدين والمتطوعين وفق الاختصاصات المطلوبة، تُسجّل فيها الكفاءات التي تمتلك الرغبة والقدرة لتلبية نداء الوطن متى ما احتاج، في فترات الرخاء قبل الشدة.

إن المتقاعدين ليسوا شريحة من الماضي، بل هم جزء من المستقبل، إذا أُحسن توظيفهم واستيعابهم في دورة التنمية. فالوطن بحاجة إلى كل عقلٍ خَبِر، وكل يدٍ خدمت، وكل ضميرٍ لا يزال نابضًا بحب العطاء.

نقشة

برافو... برافو اتحاد ضباط الشرطة الرياضي تنظيم الماراثون الأول بالتعاون مع نادي ضباط الشرطة الذي شارك فيه عسكريون ومدنيون يوم السبت الماضي، فهذا يؤكد اهتمام معالي النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، بالرياضة والرياضيين، وكذلك الاهتمام بالجانب الصحي واللياقة البدنية.

وهو دور يتناسب مع تطلعات الوزير في ما يتعلق بالرياضة الشرطية، بمشاركة مع المجتمع المدني، وكان التنظيم بمستوى رائع يليق، باهتمام وزارة الداخلية.

والشكر موصول الى القيمين على هذا التنظيم، لما بذلوه من إعداد وجهد ومتابعة لهذه الفعالية الرياضية.

نسأل الله أن يرحم شهداءنا الأبرار، ويحفظ كويتنا الحبيبة، ويبارك في جهود كل من يعمل من أجل نهضتها، تحت راية سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما.