الخميس 13 نوفمبر 2025
22°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
بن عيسى لـ'السياسة': العلاقات المغربية - الكويتيةنموذجٌ متميزٌ  و راسخٌ للأخوة العربية
play icon
سفير المملكة المغربية علي بن عيسى
المحلية   /   أبرز الأخبار

بن عيسى لـ"السياسة": العلاقات المغربية - الكويتيةنموذجٌ متميزٌ و راسخٌ للأخوة العربية

Time
الأربعاء 12 نوفمبر 2025
فارس غالب
المسيرة الخضراء... ملحمة وطنية خالدة تُجسِّد روح الوحدة والتلاحم بين العرش والشعب المغربي
  • نستذكر بكل اعتزاز وفخر الموقف النبيل والتضامني للكويت في دعم الوحدة الترابية للمملكة
  • المستوى المتميز في العلاقات يدفعنا إلى بذل الجهد لتمتين الروابط الاقتصادية بين البلدين
  • السنتان الماضيتان سجلتا أعلى رقم في المبادلات التجارية منذ عام 2018
  • حجم الصادرات المغربية إلى الكويت تجاوز 216 مليون درهم في 2023
  • فرص استثمارية واعدة أمام المؤسسات الاقتصادية الحكومية والقطاع الخاص
  • المغرب الأول على مستوى الوجهات السياحية الأفضل أداءً بالشرق الأوسط في 2025

فارس غالب

أكد سفير المملكة المغربية لدى البلاد، علي بن عيسى، أن ذكرى المسيرة الخضراء تمثل محطة وطنية خالدة تجسد أسمى معاني الوحدة والتلاحم بين العرش والشعب المغربي، لافتا الى أن هذه المناسبة التاريخية تُجسد الإرادة الجماعية في مواصلة مسيرة البناء والتنمية بالأقاليم الجنوبية تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس.

وأشار بن عيسى، في لقاء مع "السياسة"، إلى أن العلاقات المغربية- الكويتية تُعد نموذجًا متميزًا للأخوة العربية والتعاون الصادق بين بلدين تجمعهما روابط تاريخية راسخة، موضحا أنها تشهد تطورا مستمرًا في مختلف المجالات بفضل الرؤية المشتركة لقيادتي البلدين، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

المسيرة الخضراء

ما أهمية مناسبة المسيرة الخضراء بالنسبة للشعب المغربي، وكيف تعكس هذه الذكرى روح التضامن والوحدة الوطنية؟

يخلد الشعب المغربي، يوم 6 نوفمبر من كل سنة، ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة بمشاعر الفخر والاعتزاز، وهي مناسبة وطنية خالدة تجسد أسمى معاني التلاحم بين العرش والشعب. ففي سنة 1975، لبّى أكثر من 350 ألف متطوع ومتطوعة من مختلف فئات وجهات المملكة نداء المغفور له الملك الحسن الثاني (طيب الله ثراه) للمشاركة في هذه الملحمة السلمية التاريخية، التي جسدت درسًا فريدًا في النضال السلمي والالتزام الوطني.

وتُعد هذه الذكرى، بالنسبة للأجيال الجديدة، رمزًا متجددًا للإرادة الجماعية في مواصلة مسيرة البناء والتنمية بالأقاليم الجنوبية، في ظل الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، الذي جعل من الصحراء المغربية قاطرة للتنمية المتكاملة ومجالًا للنموذج التنموي الجديد.

وفي هذا السياق، جاء القرار رقم (2797) الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 31 أكتوبر 2025 ليؤكد من جديد على واقعية ومصداقية المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحلٍّ وحيد عادل ودائم للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، داعمًا الجهود الحصرية التي يبذلها المغرب تحت إشراف الأمم المتحدة. كما نوّه القرار بالدور الإيجابي الذي تضطلع به المملكة في دعم الاستقرار والتنمية الإقليمية، معترفًا بمبادرتها الجادة والمسؤولة لإيجاد تسوية سياسية قائمة على التوافق واحترام السيادة الوطنية ووحدة التراب المغربي.

وهكذا، تظل المسيرة الخضراء قيمة متجذّرة في وجدان المغاربة، تجسّد الإصرار على الدفاع عن الوحدة الترابية، وتعكس روح التضامن التي تربط الشعب بقيادته في كل مراحل التاريخ المغربي الحديث.

كيف تصفون مستوى العلاقات بين المغرب والكويت اليوم في ظل القيادة الحكيمة للبلدين؟

- تشكل العلاقات بين المملكة المغربية والكويت نموذجا راسخا لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات العربية المبنية على الأخوة الصادقة والاحترام المتبادل والتضامن الفعّال. فقد ازدادت هذه العلاقات رسوخا وعمقا في ظل القيادة الحكيمة للملك محمد السادس وأخيه صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد، اللذين يحرصان على تعزيز التشاور والتنسيق المستمر في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقد تميزت هذه المرحلة بزخم متجدد في التعاون الثنائي، سواء على المستوى السياسي القائم على تطابق الرؤى والمواقف في المحافل الدولية، أو الاقتصادي الذي يشهد دينامية متنامية تعكسها الاستثمارات الكويتية بالمغرب والزخم الذي تشهده المبادلات التجارية في السنوات الأخيرة. كما يجسد التعاون الثقافي والإنساني بعدا آخر لهذه العلاقات الأخوية المتجذرة التي تنهل من روابط تاريخية وقيم مشتركة تجمع الشعبين الشقيقين.

محطات تاريخية

ما أبرز المحطات التاريخية التي ساهمت في ترسيخ هذه العلاقات، وما المجالات التي ترونها بحاجة إلى دفع إضافي؟

كما أشرت، ترتبط المملكة المغربية ودولة الكويت بعلاقات تاريخية قوية ومتينة. ويعود هذا الترابط القوي لمطلع ستينيات القرن الماضي، حيث جسدته الزيارة التاريخية التي قام بها للكويت، المغفور له الملك محمد الخامس سنة 1960، ودعم المغرب لعضوية الكويت في جامعة الدول العربية، فضلا عن الموقف القوي والحازم للملك الراحل الحسن الثاني إثر الغزو الغاشم الذي تعرضت له دولة الكويت سنة 1990.

ونستذكر أيضا بكل اعتزاز وفخر الموقف النبيل والتضامني المتواصل لدولة الكويت وقيادتها الحكيمة للوحدة الترابية للمملكة منذ استرجاعها لأقاليمها الجنوبية سنة 1975، عقب إطلاق الملك الراحل الحسن الثاني للمسيرة الخضراء، إذ لم يتوان المسؤولون الكويتيون في التعبير عن هذا الموقف في المحافل الدولية لإعلاء كلمة الحق والدفاع عن موقف المغرب الشرعي في استكمال وحدته الترابية وسيادته على جميع أراضيه. ويدفعنا هذا المستوى المتميز في العلاقات إلى بذل الجهد لتمتين العلاقات الاقتصادية بين البلدين والرقي بها إلى مستويات أعلى تستجيب لتطلعات الملك محمد السادس وأخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد، لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين.

كيف ترون دور مذكرات التفاهم الحالية بين البلدين؟ وهل هناك اتفاقيات جديدة قيد التفاوض يمكن طرحها قريبا؟

يعتبر الإطار القانوني الذي ينظم التعاون الثنائي بين البلدين غنيا ومتنوعا، حيث وقّع المغرب والكويت لحد الآن نحو عدة اتفاقيات ومذكرة تفاهم وبرامج تنفيذية. وأود التذكير هنا أن أول اتفاق موقع بين الطرفين يعود إلى تاريخ 26/‏04/‏1965 الذي منحت بموجبه الكويت قرضا للمغرب لتمويل مشروع زراعي بمنطقة تساوت.

والبلدان بصدد الإعداد لمجموعة من النصوص القانونية للتوقيع عليها خلال الدورة 10 للجنة العليا المشتركة التي نتطلع إلى أن تعقد خلال السنة المقبلة، التي من شأنها أن تعزز الإطار القانوني في عدد من مجالات التعاون الجديدة أو لتحيين النصوص القانونية التي لم تعد تجاري التطورات والمستجدات التي تعرفها العديد من الميادين سواء الاقتصادية أو الفنية وغيرها.

التبادل التجاري

في الجانب المتعلّق بالتبادل الغذائي، هل هناك مبادرات لتصدير المنتجات الزراعية أو الأغذية المغربية إلى الكويت، أو إدخال منتجات كويتية إلى السوق المغربي؟

هناك مبادرات لتقوية حضور المنتجات المغربية في السوق الكويتي، وتنظيم معارض لمختلف المنتوجات المغربية، فضلا عن تنظيم لقاءات للفاعلين الاقتصاديين بالبلدين. وفي هذا الصدد، أود التذكير بأنه تم تنظيم الملتقى التجاري الكويتي- المغربي في العاصمة الكويتية يومي 14و15 سبتمبر الماضي، وهو الثاني من نوعه في ظرف سنة، بتعاون مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات والكونفدرالية المغربية للمصدرين، وبشراكة مع غرفة تجارة وصناعة الكويت.

إلى أين وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ وهل هناك خطط لزيادته أو فتح أسواق جديدة للمنتجات المغربية في الكويت والعكس؟

سجلت السنتان الماضيتان أعلى رقم في المبادلات التجارية منذ سنة 2018، إذ بلغ حجم الصادرات المغربية إلى الكويت أكثر من216 مليون درهم سنة 2023 فيما بلغ حجم الصادرات الكويتية 1.3 مليار درهم. ورغم تراجع حجم الصادرات المغربية إلى الكويت سنة 2024 إلى 180 مليون درهم تقريبا، فيمكن التأكيد أن هناك فرصا كبيرة لدى المؤسسات الاقتصادية ولدى الفاعلين الاقتصاديين في البلدين بالنظر إلى ما يحققه المغرب من تقدم ملموس على مختلف المستويات. وكما سبقت الإشارة، نظمت السفارة الملتقى التجاري الكويتي- المغربي في شهر سبتمبر الذي كان الهدف من تنظيمه فتح آفاق أرحب للتعاون، عبر إرساء شراكات بين ممثلي الشركات المغربية والكويتية.

استثمارات واعدة

ما آخر الاستثمارات المغربية - الكويتية المشتركة، سواء في المغرب أو في الكويت؟

- هناك فرص استثمارية واعدة أمام المؤسسات الاقتصادية الحكومية والقطاع الخاص، بالنظر إلى ما يحققه المغرب من تقدم ملموس في مختلف المشاريع المستقبلية. ويمكن القول إن الاستثمارات الكويتية في المغرب، تشهد وتيرة تصاعدية. فقد سجلت سنة 2023 نسبة 0.4 بالمائة من مجموع الاستثمارات المباشرة الأجنبية بالمغرب. وشكلت مداخيل الاستثمارات المباشرة المرتبطة بسوق الرساميل 63.7 بالمائة من مجموع الاستثمارات الكويتية. وعرفت الاستثمارات الكويتية المباشرة نحو المغرب خلال الفترة من يناير الى مارس 2024 نموا بنسبة 64 بالمائة، مقارنة بنفس الفترة من سنة 2023. وتبلغ حاليا قيمة الاستثمارات الكويتية المباشرة في المغرب نحو مليار ونصف المليار دولار. ويحظى قطاعا التجارة والعقار بجاذبيتهما لدى المستثمرين الكويتيين.

السياحة المغربية

المغرب يعتبر وجهة سياحية عالمية، ما خطط السفارة للترويج للمغرب كوجهة للكويتيين؟

وفق تصنيف منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO)، وحسب مهنيين وفاعلين سياحيين، فإن المملكة المغربية احتلت المرتبة الأولى على مستوى الوجهات السياحية الأفضل أداءً في منطقتي إفريقيا والشرق الأوسط خلال النصف الأول من سنة 2025. وتعد هذه النتيجة ثمرة الرؤية الستراتيجية للملك محمد السادس التي تشمل جميع المجالات الحيوية، فضلا عن الجهود المتواصلة المبذولة من طرف مختلف الفاعلين لتنزيل الرؤية المدرجة في خارطة الطريق السياحية للفترة 2023-2026. وفي الواقع، لم يكن هذا التصنيف مجرد صدفة، بل ثمرة مزيج فريد من الثراء الثقافي العريق، والتنوع الطبيعي الخلّاب، والعروض الفاخرة، والبيئة الداعمة للأعمال، مما يجعل زيارته تجربة لا تُضاهى

ما أبرز التحديات والفرص التي ستحدد مستقبل العلاقات المغربية- الكويتية خلال السنوات المقبلة؟

العلاقات المغربية- الكويتية تُعد نموذجًا للتعاون العربي القائم على التضامن والثقة والاحترام المتبادل كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وهي تشهد تطورا متواصلاً بفضل الإرادة السياسية الراسخة لقائدي البلدين، الملك محمد السادس وأخيه صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد. التحديات المطروحة ترتبط أساسًا بالتحولات الاقتصادية والتكنولوجية العالمية وتطوير قنوات جديدة للشراكات الاستثمارية. أما الفرص فهي عديدة وتشمل الطاقات المتجددة، والبنية التحتية، والتعليم، والسياحة. فالمغرب أطلق ستراتيجية تنموية تعتمد على مجموعة من المخططات القطاعية المتكاملة ترتكز على تعزيز علامة "صنع في المغرب"، فيما أطلقت استراتيجية "كويت جديدة 2035" الطموحة والتي ترمي إلى تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي، ما يجعل الشراكة بين البلدين مؤهلة لتكون نموذجًا للتكامل العربي الناجح.

كل التسهيلات متاحة للكويتيين لزيارة المغرب

اكد سفير المملكة المغربية علي بن عيسى أن كل التسهيلات متاحة أمام السائح الكويتي لزيارة المغرب، فالمواطنون الكويتيون معفون من التأشيرة لدخول المغرب، كما أن الخطوط الجوية الكويتية دشنت خطا مباشرا إلى الدار البيضاء منذ يونيو 2022، وهي تسيّر حاليا ثلاث رحلات أسبوعيًا.

3 زيارات رسمية في عام واحد

ردا على سؤال عما اذا كانت هناك خطط لزيارات جديدة مقبلة لوفود رسمية بين المغرب والكويت، قال السفير بن عيسى: هناك زيارات مهمة تمّت وأخرى مبرمجة. فقد شهدت السنة الحالية ثلاث زيارات رسمية إلى الكويت لكل من وزير التجهيز والماء، والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، إضافة إلى المدير العام للمعهد العالي للقضاء. ويُنتظر أن يقوم وزير النقل واللوجستيك، بزيارة رسمية خلال الربع الأخير من هذه السنة لتعزيز التعاون في مجال الطيران المدني. كما قام وفد يمثل عدة قطاعات تعمل في مجال الأمن الغذائي بزيارة إلى المغرب في بداية السنة الحالية، والذي كانت له عدة لقاءات مع عدد من المؤسسات المغربية والفاعلين الاقتصاديين، تعرف فيها الوفد على الإمكانيات المتاحة لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الأمن الغذائي.

الجالية المغربية 6 آلاففي مختلف المهن والقطاعات

اوضح السفير المغربي ان عدد أفراد الجالية المغربية المقيمة في دولة الكويت بأكثر من 6000 مواطن، موزعين على مختلف المهن والقطاعات، من بينهم كفاءات متميزة في عدة مجالات. وتقدم السفارة عدة خدمات قنصلية لهم. وقد تم تبسيط المساطر الإدارية وتفعيل نظام المواعيد الإلكترونية لتقليص فترات الانتظار وتيسير الخدمات.

آخر الأخبار