النتائج الأولية ترشح ائتلاف السوداني لفوز كبير في انتخابات العراق

بغداد، عواصم - وكالات: فيما بدأت النتائج الأولية للانتخابات النيابية في العراق تلوح في الأفق، بعد البدء بفرز الأصوات، أكدت مصادر مقربة من ائتلاف رئيس الحكومة محمد شياع السوداني أنه حقق أرقاماً جيدة، موضحة أمس، أن ائتلاف السوداني حقق فوزاً كبيراً في الانتخابات التشريعية، ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدرين آخرين مقربين من الائتلاف أن ائتلاف السوداني الذي يضم تيارات سياسية شيعية عدة، منها تيار الفراتين بزعامة السوداني وائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي، فضلاً عن تحالف العقد الوطني برئاسة فالح الفياض وتحالف إبداع كربلاء وتجمع بلاد سومر وتجمع أجيال وغيرها، حصد على الأغلب أكبر كتلة نيابية بعدد قد يتجاوز 50 مقعدا، فيما تنافس ائتلاف دولة القانون الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي مع الائتلاف الذي ينتمي إليه السوداني من أجل فرض الهيمنة داخل الأوساط الشيعية، علما أن منتقدي المالكي يعتبرون أن سياسته الطائفية شجعت على ظهور تنظيم "داعش" عام 2014. وبينما كانت مصادر رجحت ليل أول من أمس، تصدر ائتلاف دولة القانون وكتلة الإعمار والتنمية نتائج الانتخابات في محافظة ذي قار، تمثلت القوة السياسية السنية الرئيسية في هذه الانتخابات بحزب "تقدم" بقيادة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي الذي تتركز شعبيته في غرب وشمال العراق حيث الغالبية السنية، وفي إقليم كردستان، حقق الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه الزعيم المخضرم مسعود بارزاني والذي يهيمن على الحكومة نتائج جيدة حسب النتائج الأولية، علماً أن الحزب نافس الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة بافل طالباني.

من جانبه، أعلن رئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات قيس المحمداوي أن النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية ستُعلن ليل أمس، مؤكداً أن العملية الانتخابية سارت بسلاسة وشفافية، بدون تسجيل أية خروقات أمنية مؤثرة، فيما أوضحت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت نحو 55 في المئة بعد أن أدلى نحو 12 مليون ناخب من أصل 21.4 مليون بأصواتهم في يومي الاقتراع العام والخاص، في ارتفاع ملحوظ مقارنة بنسبة 41 في المئة المسجّلة في انتخابات عام 2021، رغم مقاطعة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لهذه الدورة، وقالت المفوضية إن نسبة المشاركة في انتخابات مجلس النواب بشقيها الخاص والعام وبعد فرز نحو 99.7 بالمئة من عدد محطات الاقتراع العام فاقت 55 بالمئة من عدد الناخبين المسجلين، موضحة أن نسبة المشاركة في التصويت الخاص بلغت 82.5 بالمئة للقوات الأمنية وبواقع 1.08 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم من أصل 1.31 مليون ناخب مسجلين، فيما بلغت نسبة المشاركة للنازحين ضمن التصويت الخاص 77 بالمئة بواقع نحو 20 الفا من اصل نحو 26 الف ناخب، لافتة إلى أن المجموع الكلي للناخبين في التصويتين الخاص والعام يكون بذلك نحو 12 مليونا من اصل نحو 21 مليون ناخب لتكون بذلك نسبة المشاركة في الانتخابات نحو 55 بالمئة.

وبينما أكد وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري أن الأجهزة الأمنية أدت بشكل مهني واجبها في تأمين العملية الديمقراطية، لافتا إلى ان الانتخابات جرت بانسيابية عالية وجميع الطرق كانت مؤمنة وميسرة أمام حركة الناخبين، أشادت رئيسة ديوان الموظفين لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" إليزابيث رولاندو بحسن تنظيم وسير الانتخابات في إقليم كردستان، مؤكدة المشاركة الفعالة من الناخبين العراقيين، فيما أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس بعثتها لمراقبة الانتخابات فائد مصطفى أن البعثة رصدت مختلف جوانب العملية الانتخابية بكل حيادية وشفافية كما رصدت الحملات الانتخابية للمرشحين والاقتراع وعد وفرز الأصوات ومتابعة مدى مطابقتها للقوانين والأنظمة المتبعة في العراق ومدى تماشيها مع المعايير الدولية.

بغداد، عواصم - وكالات: أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن الشعب العراقي بلغ مرحلة لا يمكنه فيها تحمل المزيد من الصراعات والحروب، مشدداً في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية على أن الناس يريدون الاستقرار والأمن والتنمية، معتبرا أن المرحلة الراهنة تتطلب حماية السلام الذي تحقق بصعوبة في بلد خرج من احتلالٍ أميركي طويل وصراعاتٍ طائفية وتمردٍ جهادي دامٍ ليصبح اليوم مستقرا نسبياً. ورحب السوداني بارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات، معتبراً أنها خطوة تدل على استعادة ثقة العراقيين، قائلا على حسابه على منصة "إكس" إن الشعب العراقي سجل خطوة أخرى نحو حماية نظامه الدستوري الديمقراطي بتجاوز نسبة المشاركة في انتخابات مجلس النواب الـ 55 في المئة، معتبرا المشاركة المرتفعة تعتبر نجاحاً مضافاً على طريق استعادة ثقة المواطن الذي وضعته الحكومة في سلم أولوياتها، مؤكدا أن "هذه المشاركة الواعية والمسؤولة تستحق التقدير والعرفان".

يُذكر أنه يفترض بعد إعلان النتائج النهائية أن ينتخب البرلمان في جلسته الأولى التي تعقد خلال 15 يوماً ويترأسها النائب الأكبر سناً، رئيساً جديداً له، وبعد الجلسة الأولى، ينتخب البرلمان رئيساً للجمهورية خلال 30 يوماً بغالبية الثلثَين، وبعدها يتوجب على رئيس الجمهورية أن يكلف رئيساً للحكومة خلال 15 يوماً.