الخميس 20 نوفمبر 2025
20°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
آراء طلابية

أيهما النهاية الحقيقية للحياة الإنسانية؟

Time
الخميس 13 نوفمبر 2025
سعود مطر الزعبي
وجهة نظر

يُعدّ تحديد لحظة الموت الحقيقي من أعقد المسائل التي شغلت العلماء والأطباء، والفلاسفة على مرّ العصور، إذ ظلّ السؤال مطروحاً: هل تمثّل توقف القلب النهاية الحقيقية للحياة، أم أن الموت الإكلينيكي هو الحدّ الفاصل بين الوجود والعدم؟

هذا الجدل لا يقتصر على المجال العلمي فقط، بل يمتد إلى الأبعاد الأخلاقية والدينية والإنسانية.

في الماضي، كان يُنظر إلى توقف القلب والتنفس على أنه العلامة الأكيدة للموت، إذ يُعد القلب رمز الحياة ومحركها. لكن مع تطور الطب، وظهور أجهزة الإنعاش والتنفس الاصطناعي، تغيّر المفهوم جذرياً.

فقد أصبح من الممكن إعادة تشغيل القلب بعد توقفه لدقائق، مما يعني أن توقفه لا يعني بالضرورة نهاية الحياة. ومن هنا ظهر مفهوم الموت الإكلينيكي، الذي يُعرّف أنه توقف موقت لوظائف القلب والرئتين، مع بقاء نشاط دماغي بسيط قابل للاسترجاع.

أما الموت الدماغي الكامل، فهو الحالة التي تتوقف فيها جميع وظائف الدماغ نهائياً، بما في ذلك جذع الدماغ المسؤول عن التنفس والوعي. وفي هذه المرحلة، يصبح الإنسان غير قادر على العودة إلى الحياة، حتى وإن ظل قلبه ينبض بفضل الأجهزة الطبية. ولهذا السبب، يعتبره الأطباء الحدّ الفاصل بين الحياة والموت الفعلي.

ورغم وضوح المعيار العلمي، يبقى الجانب الإنساني والديني حاضراً بقوة في هذا النقاش، فالكثيرون يرون أن الروح لا تفارق الجسد إلا عندما يتوقف القلب نهائياً، وأن الحكم بوفاة إنسان لا يزال قلبه ينبض هو أمر يتجاوز حدود العلم إلى أسرار الغيب التي لا يعلمها إلا الله.

إنّ الإجابة عن سؤال أيهما النهاية الحقيقية للحياة الإنسانية؟ ليست سهلة، فهي تتراوح بين العلم الذي يقيس الحياة بالوظائف الحيوية، والإيمان الذي يربطها بوجود الروح.

إلا أنّ المؤكد أن التقدم العلمي قد منح الإنسان قدرة غير مسبوقة على إنقاذ الأرواح، وبيّن أن الخط الفاصل بين الحياة والموت أضيق مما كان يُتصوّر، ليبقى السرّ الإلهي للحياة أعظم من أن يُحَدّ بآلة أو جهاز.

سعود مطر الزعبي

آخر الأخبار