"أم براك" بين أشجار التين
المزارعة آمال حامد الفارسي (أم براك) نموذج رائع للمرأة الكويتية العاملة، بل المنتجة في منطقة العبدلي الزراعية الحدودية النائية (120 كيلو متراً عن العاصمة الكويت).
فبعد رحلة امتدت نحو 38 عاماً مبدعة في عالم الأزياء النسائية في الكويت، قررت أم براك، أن تشتري مزرعة صغيرة في أقصى شمال البلاد، على الحدود الكويتية – العراقية؛ فكانت مزرعتها في القطعة "3" من منطقة العبدلي الزراعية بمثابة "استراحة محارب" لها، تنتج فيها، عبر محمية مكيفة شاسعة التين والجوافة والموز والباباي، والليمون، وما إليها من فواكه متنوعة وحمضيات مختلفة، أروع إنتاج.
كما انها تعمل على تصنيع "مربى التين" من فائض إنتاجها ، وخصوصاً من التين الكويتي، "جاسم"، كما انها تنتج العسل الصافي،
بالإضافة إلى زراعتها وعلى امتداد البصر، وفي الحقول المكشوفة الذرة والقرع والجت والبلوبنك والبنوكام والرودس (الأعلاف)، ناهيك عن زراعتها المئات من شجيرات النخيل المثمر.
وتربيتها العديد من أنواع الطيور الوديعة، والحيوانات الأليفة ابتداء بالغنم، والماعز الشامية، وانتهاء بالأبقار الحلوب مروراً بالغزلان الجميلة.
كل ذلك بفضل همتها الكبيرة، وهواها للزراعة والانطلاق والبر الفسيح، والعمل النافع والممتع معاً.
فقد اشترت قبل بضع سنين فقط أرضاً مساحتها 50 ألف متر مربع، كالحة مالحة، فحوّلتها خلال سنوات قلائل إلى مزرعة فيحاء غناء مزروعة، مستغلة، بالكامل أحسن استغلال، كونها شبه مقيمة في مزرعتها المحصنة النظيفة، المنظمة، البديعة، وتقابلها بنفسها، زراعة وإنتاجاً وتسويقاً حتى شراء المواد والمستلزمات الزراعية تشتريها بنفسها.
تقول أم براك: هنا أشعر بذاتي، وأني مازلت قادرة على العمل والإنتاج المثمر، وأكون سعيدة جداً وأنا أرى شجرة زرعتها بيدي تثمر خيراً وفيراً، يأكل منها إنسان وطير وحيوان.
واضافت: سعادتي أكبر، يوم يزورني أولادي وأحفادي، ومعارفي وأصدقائي، فنقضي معاً أجمل الأوقات وأكثرها بهجة وسط المزروعات الخضراء، والأنعام المعطاءة، والطيور البديعة.
وإنّ جولة في أنحاء مزرعتي الزاخرة بالنشاط والحياة الخصبة في الصباح الباكر أو وقت الأصيل، أو الجلوس في محمية الفواكه المثمرة فيها، أو في مشتل المزرعة الأخضر، حتى أيام الصيف القائظ في العبدلي، لا تعادلها عندي أي جولة في ربوع هذه المدينة أو تلك من مدن العالم.
بقي أن نذكر، وعلى لسانها أيضاً، أنها ممتنة جداً للعديد من إخوانها مزارعي العبدلي، الذين يرحّبون دوماً بها كمزارعة منتجة بينهم، يساعدونها كثيراً في أداء أعمال المزرعة التي لا تنتهي وسط الصحراء الممتدة شمالاً خير أداء.
شكراً لأم براك، ومن حسن إلى أحسن في كل موسم زراعي يا أخت الرجال... يا أخت المزارعين.