خلال إصدار رابع أهداه للطيبين من أهل الكويت
أصدر الكاتب الدكتور ياسين الياسين الإبراهيم، كتابه الرابع، "بو وزار"... وهو من وحي أرشيف جريدة "الفجر الجديد"1991م - 1992م، والذي يعد أرشيفاً للوطن بعد تحرّره من الطغيان.
والكتاب جاء بعد أربعة كتب أصدرها الإبراهيم والتي تنوعت بين القصة القصيرة والمقالات والدراسات، ووضع فيها خبراته الطويلة التي قضاها في المجال الإعلامي والإبداعي، بصفته الأكاديمية والأدبية.
ويضم الكتاب في متنه ما كان ينشره الإبراهيم من نقد وملاحظات ورؤى تهم الوطن على لسان شخصية ابتكرها "بو وزار"، وذلك حينما كان يتولى منصب رئيس تحرير جريدة الفجر الجديد، وحرص الإبراهيم أن تكون تلك الكتابات على شكل لوحات يومية، تضم صوراً تعبيرية لشخصية بو وزار وأسفلها يضع كلامه الذي لاقى - وقتها - صدى واسعاً من القراء، مما شجعه على الاستمرار إلى أن توقف إصدار الجريدة التي لعبت دوراً مهماً في ظروف ما بعد التحرير مباشرة.
وأهدى الإبراهيم كتابه: إلى... الطيبين من أهل الكويت، الذين يريدون الخير للجميع، ويتمتّعون بقلوب لا تعرف إلا الحبّ، وعقول لا تفكّر إلا في مصلحة البلاد والعباد.
إلى هؤلاء الذين يسعون في الأرض بخطوات آمنة، وبسلام يحتل مساحة كبيرة من مشاعرهم، حتى وهم ينقدون أوضاعاً لا ترضيهم، أو يبدون ملاحظات يرونها غير سليمة في أداء مؤسسات الدولة، أو في سلوك بعض البشر.
إلى كل نفس تعشق الحياة، ولا تسعى إلى تعكير صفو الآخرين بتصرفات غير مسؤولة.
إليكم جميعاً... أهدي هذا الكتاب، وأتمنّى أن يتوافق مع تطلعاتكم، ومساراتكم في الحياة.
وقال في التمهيد: "الفكر احتار يابو وزار"... زاوية ابتدعتها عندما كنت رئيس تحرير صحيفة "الفجر الجديد" بعد التحرير مباشرة، وكانت تُنشر في شكل زاوية صغيرة وسط الجزء السفلي من الصفحة الأولي، وكانت طبعاً من دون توقيع.
وقد اشتهرت هذه الزاوية الصغيرة عند القراء، بسبب صغر مساحتها وبفضل كلماتها المعبّرة، لدرجة أن الكثير من الفنانّين والمسرحيّين أخذ يردّدها - مثل المرحوم الفنان أحمد الصالح - في بعض المقاطع التمثيلية، كما أخذ الكثير من القراء يتساءل عن محرر هذه الزاوية، ممّا دفع الكثير من الصحافيين بنسبها إلي أنفسهم، لذا فقد حثّني سكرتير التحرير بضرورة أن تحمل توقيعاً، ولو بأول اسم "ياسين"، حفاظاً على حقي الأدبي.
و"بو وزار" شخصية كويتية كبيرة في السن، رأيتها وأنا صغير في شخص بحار ذكي، يذهب إلي سوق الخضرة بالمباركية، ويجلس في القهوة القريبة منها، ويفكر بالأحداث والتغيرات في الكويت والعالم، خصوصاً بعد تحرير الكويت عام ١٩٩٠م - ١٩٩١م.
وقال في المقدمة: يطيب لي أن أنقل إليكم في هذا الكتاب، بعضاً مما كتبته على لسان شخصية "بووزار"، خلال أعداد جريدة الفجر الجديد، التي صدرت بين عامي 1991م و1992م، تلك الجريدة التي ترأست تحريرها مع الزميل يوسف عليان رحمه الله، والتي صدرت كي تسدّ فراغ غياب الصحف الكويتية اليومية، بعد تحرير الكويت مباشرة من براثن الغزو العراقي الغاشم.
وقال "بو وزار" خلال تلك الفترة، ونقد وفكّر ورصد، ليكون لسان حال المواطنين البسطاء، الذين يريدون أن يكون بلدهم في أحسن حال، ولقد جعلت هذه الشخصية، ذات حسّ ثاقب، وقدرة على الحديث الموضوعي في حدود ما لا يتعارض مع مبادئ المجتمع وقيمه.
حيث إن "بو وزار" - كما جاء في وصفي له آنذاك - رجل كويتي وبحار قديم عاش في منزل عربي في منطقة القبلة، وسافر وتعلم كثيراً، فأصبح متقدّماً عمن حوله بالفكر والبصيرة، وكان من صفاته المميزة أنه يلبس وزاراً فوق ملابسه في أكثر الأحيان، وكان مع ذلك يناقش بالرأي ويتبادل الأفكار، ومع مرور الزمن تجمّع لديه حصيلة كبيرة من الخبرة في أمور بلده الكويت، وحوادث آخر الأمصار، وكان يتنقل من هنا وهناك، ويُبدي الرأي ويطرح الجديد من الأفكار.
وسننشر في هذا الإصدار، ما قاله بو وزار من خلال حواره مع صديقه بو غريب، أو تلك الكلمات البسيطة المعبرة، التي جاءت في لوحات يومية على صفحات الفجر الجديد مرفقة بصورة تعبيرية عن بو وزار.