الجمعة 14 نوفمبر 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
قمة البحرين الـ46... ملفات ثقيلة وتحديات ترسم أولويات الخليج
play icon
الدولية   /   أبرز الأخبار

قمة البحرين الـ46... ملفات ثقيلة وتحديات ترسم أولويات الخليج

Time
الخميس 13 نوفمبر 2025
الأزمات الإقليمية والضغوط الاقتصادية العالمية تضع قادة "التعاون" أمام جدول مزدحم بهواجس الأمن والمصالح

المنامة، عواصم - وكالات: مع بدء العد التنازلي للقمة الخليجية السادسة والأربعين المقررة مطلع ديسمبر المقبل في المنامة، تتجه الأنظار إلى البحرين التي تستعد لاستقبال قادة دول مجلس التعاون في ظرف إقليمي بالغ الحساسية، تتقاطع فيه الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية على نحو غير مسبوق منذ تأسيس المجلس عام 1981، ويأتي انعقاد القمة وسط أزمات إقليمية متشابكة، أبرزها تداعيات الحرب في غزة على المنطقة ككل، واستمرار التوتر في البحر الأحمر، وتباطؤ الجهود الديبلوماسية لاحتواء الخلافات مع إيران، إلى جانب ضغوط اقتصادية عالمية وتحديات التحول في أسواق الطاقة، وهي المعطيات التي تضع القمة المقبلة أمام جدول أعمال مزدحم بالملفات الثقيلة التي تمس جوهر الأمن الخليجي ومصالحه الستراتيجية.

وأكد تقرير نشره موقع "الخليج أون لاين" الالكتروني أن البحرين تتولى رئاسة مجلس التعاون في مرحلة تتسم بتغيرات سياسية واقتصادية متسارعة في المنطقة، ما يرفع سقف التوقعات بشأن الدور الذي يمكن أن تلعبه المنامة في إدارة الحوار الخليجي خلال العام المقبل، ويُنتظر أن تعكس التحضيرات الجارية حرص العواصم الخليجية على توحيد المواقف إزاء التطورات الإقليمية، ومواصلة تنفيذ قرارات القمم السابقة، خصوصا المتعلقة بالسوق الخليجية المشتركة واتحاد الجمارك والمشاريع الصناعية المشتركة، وبينما ركزت القمة الخليجية الـ45 التي استضافتها الكويت في ديسمبر 2024 على دعم مسيرة التكامل الاقتصادي وتطوير العمل المشترك في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والمناخ، وشهدت توافقاً على توسيع استخدام الطاقة النظيفة وتعزيز استثمارات الصناديق السيادية الخليجية في قطاعات التكنولوجيا والتحول الأخضر، كما أقرت خطة تنفيذية لمبادرات الرؤى الاقتصادية لدول المجلس وربطها بمشاريع النقل والربط الكهربائي والذكاء الاصطناعي، مع تأكيد الالتزام بالاستقرار المالي وتطوير سياسات موحدة لجذب الاستثمار الأجنبي، يُنتظر من قمة المنامة مراجعة ما تحقق من هذه القرارات، خصوصاً ما يتعلق بتفعيل السوق الخليجية المشتركة وملفات البنية التحتية العابرة للحدود.

وعلى الصعيد الإقليمي، لا تغيب الحرب في غزة عن أجندة النقاشات، خصوصاً في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتعثر المساعي الدولية لتنفيذ فعلي لوقف إطلاق النار، ومن المتوقع أن تبحث القمة سبل دعم الجهود الإنسانية وتنسيق المواقف الخليجية في المحافل الدولية، بما يعكس وحدة الموقف العربي إزاء التصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية، كما يحضر عادةً الملف الإيراني في خلفية المداولات، في ظل تجدد التوتر في الخليج والبحر العربي وتزايد المخاوف من تأثير الصراع الإسرائيلي–الإيراني غير المباشر على استقرار المنطقة، أما الملف اليمني فلا يزال من أبرز القضايا التي تحظى بمتابعة خليجية دقيقة، مع استمرار الهدنة الهشة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين وعودة الهجمات المتقطعة في البحر الأحمر، ومن المنتظر أن تؤكد القمة دعم الجهود الأممية والإقليمية للوصول إلى تسوية شاملة تضمن أمن الممرات البحرية واستقرار اليمن، وفي الوقت ذاته، تتابع دول الخليج عن قرب التطورات المرتبطة بأمن البحر الأحمر، خاصة بعد تصاعد عمليات القرصنة والاستهدافات المتبادلة في الممرات الحيوية وهو ما يهدد حركة التجارة العالمية ويمس المصالح الاقتصادية المباشرة لدول المنطقة.

اقتصادياً، من المرجح أن تعلن القمة إعطاء دفع جديد لستراتيجيات الطاقة والتحول نحو الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة في ظل التحول العالمي نحو صافي-صفر وغياب احتياطي فحم واسع في المنطقة، ويتوقع أن تطلب الدول الأعضاء تسريع تنفيذ مشاريع الربط الكهربائي وتقنيات الشبكات الذكية لتعزيز كفاءة الطاقة وتوفيرات التكلفة استناداً إلى توجهات التحول الصناعي في الخليج، كما من المتوقع أن تضم القمة برنامجاً لتعزيز التحول الرقمي والتكنولوجيا ضمن التعاون الاقتصادي الخليجي نظراً لنمو سوق التحول الرقمي في دول المجلس بمعدّل نمو 25.7 في المئة حتى 2030، وستُطرح مبادرات مشتركة لتعزيز الأمن الغذائي والمائي في دول الخليج، مع تركيز على زيادة الإنتاج المحلي والزراعة المشتركة استجابة لتغير المناخ وضغوط سلاسل الإمداد، وفق ما ذكرت وسائل إعلام خليجية.

ويرى أستاذ علم الاجتماع السياسي علاء عبداللطيف أن القمة الخليجية الـ46 قد تشكل نقطة إعادة تموضع لمجلس التعاون بعد عامين من التحولات الإقليمية العميقة، مشيراً إلى أن التوقع العام صدور بيان سياسي موحد يؤكد وحدة الموقف وضرورة الانتقال من إدارة الأزمات إلى بناء سياسات استباقية، وقال لموقع "الخليج أونلاين" إن القادة الخليجيين سيحاولون في قمة المنامة تثبيت التوازن بين التحديات الأمنية والاقتصادية، مضيفا أن الأولوية ستكون لتأمين استقرار أسواق الطاقة والخطوط البحرية بالتوازي مع استمرار الاستثمار في مشاريع التحول نحو الطاقة النظيفة، مؤكدا أن الرسالة التي تريدها دول الخليج الآن هي أن المنطقة مستعدة لما بعد مرحلة الصراع، لا لإدارتها فقط، متوقعا أن تُطلق القمة آلية متابعة للتكامل الاقتصادي تشمل مراجعة تنفيذ قرارات السوق الخليجية المشتركة وربطها بالمشاريع الصناعية العابرة للحدود، لافتاً إلى أن الدول الست باتت تدرك أن وحدة السوق الداخلية ضرورة أمنية واقتصادية، وليست مجرد بند إنمائي". وأوضح أن ملف إعادة الإعمار في غزة قد يحضر في البيان الختامي ضمن مقاربة إنسانية واقتصادية، إلى جانب تأكيد دعم الاستقرار في اليمن وتثبيت الهدنة القائمة، مشيراً إلى أن القمة لن تكون منصة لبيانات سياسية، بل محطة لترسيخ أدوات عملية للتعاون العربي–الخليجي الأوسع، مؤكدا أن القمة رغم ثقل ملفاتها، يُنتظر أن تكرس مسار الواقعية القائم على توحيد الرؤية تجاه التحولات الإقليمية، معتبرا أن نجاحها سيقاس بقدرتها على تحويل التنسيق السياسي إلى برامج اقتصادية وتنموية.

آخر الأخبار