آلاف الإيرانيين يؤدون صلاة الاستسقاء في مرقد الإمام صالح في شمال طهران في ظل أزمة مياه خانقة تعيشها إيران (أب)
دول غربية تجهز أوامر بإرسال مفتشين لتحديد وضع مخزون طهران النووي... والوكالة الذرية تبحث اتفاق الضمانات
طهران، عواصم - وكالات: فيما أكد مسؤول في وزارة الحرب الأميركية أن إيران اختطفت ناقلة نفط ترفع علم جزر المارشال خلال مرورها من مضيق هرمز، قائلا إن طهران حوّلت مسار سفينة "تالارا" التي كانت تتحرك من عجمان بدولة الإمارات في اتجاه سنغافورة، إلى المياه الإقليمية الإيرانية، مضيفا أن طائرة بدون طيار تابعة للبحرية الأميركية حلقت فوق موقع الحادث ورصدت العملية، زعمت إيران أنها احتجزت ناقلة النفط "تالارا" لحملها شحنة مواد مخالفة، قائلة إن الناقلة ارتكبت انتهاكا لنقلها شحنة غير مصرح بها، واعترفت إدارة العلاقات العامة في القوة البحریة التابعة للحرس الثوري الإيراني أن الناقلة تم توقیفها، زاعمة أن ذلك جاء حفاظاً على مصالح وموارد الشعب الإیراني، قائلة إن وحدات التدخل السریع في القوة البحریة وبعد صدور أمر من الجهة القضائیة بتوقیف شحنة ناقلة نفط تحمل الاسم التجاري "تالارا" وترفع علم جزر مارشال، قامت برصد تحركاتها ثم تعقبها وتوقیفها.
وذكرت أن الناقلة كانت تحمل 30 ألف طن من مواد بتروكیماویة ومتجهة إلى سنغافورة، وجرى توجیهها إلى المرسى من أجل النظر في المخالفات، وزززعمت القوة البحریة للحرس الثوري بعد تأخير ساعات للإعلان عن عملية الاختطاف أن العملیة نُفِّذت في إطار المهام القانونیة ولغایة الحفاظ على المصالح والموارد الوطنیة لإیران وبأمر من السلطات القضائیة، وقد تمت بنجاح، قائلة إن الإعلان التفصیلي یتطلب استكمال فحص الشحنة وتفتیش الناقلة ووثائقها، مصيفة أن الجهود التي بذلها عناصر القوة أثمرت عن إثبات مخالفة الناقلة لحمل شحنة غیر مصرح بها، دون أن تكشف طبيعة المخالفة أو مصير طاقم السفينة.
وكانت ناقلة النفط "تالارا" التي ترفع علم جزر مارشال وتحمل حمولة 73,371 طنا، غادرت ميناء الحمرية في الإمارات يوم الخميس الماضي متجهة نحو سنغافورة وانحرفت الناقلة فجأة عن مسارها أثناء عبورها خليج عمان على بعد 22 ميلاً بحرياً شرق خورفكان، وأظهرت آخر إشارة بثها نظام التعريف الآلي للناقلة توجهها نحو المياه الإقليمية الإيرانية، حيث رصدت طائرة مسيرة للبحرية الأميركية كانت موجودة في مكان الحادث، وقالت مصادر بحرية إن "الحرس الثوري" الإيراني هو الذي استولى على الناقلة واقتادها إلى السواحل الإيرانية، فيما أصدرت شركة "أمبري" للأمن البحري تحذيرًا للملاحة، مشيرة إلى أن الناقلة سبق أن تم الاقتراب منها بواسطة ثلاثة قوارب صغيرة أثناء عبورها مضيق هرمز، ونصحت السفن التجارية بالبقاء في حالة يقظة أثناء عبور المضيق والإبلاغ فورًا عن أي نشاط مشبوه، وقال مسؤول أميركي إن إيران احتجزت الناقلة خلال مرورها من مضيق هرمز، لتحول اتجاه السفينة إلى المياه الإيرانية، وذلك في أول حجز من نوعه خلال شهور في المياه الستراتيجية.
وبينما حلقت مُسيرة "إم كيو-4 سي تريتون" التابعة للبحرية الأميركية فوق المنطقة حيث كانت تتواجد "تالارا" لساعات، حيث رصدت عملية الاحتجاز، بحسب ما أظهرته بيانات تعقب السفن، رجحت هيئة بحرية بريطانية أن عملية الاختطاف من تدبير دولة، وحذر الجيش البريطاني من احتمال وجود نشاط دولة وراء تغيير مسار السفينة فجأة إلى المياه الإقليمية الإيرانية، فيما قالت شركة أمن خاصة إن سفنا صغيرة اعترضت السفينة في وقت سابق، وذكرت شركة كولومبيا لإدارة السفن أن السفينة المحملة بشحنة من وقود الديزل عالي الكبريت كانت متجهة من الشارقة بالإمارات إلى سنغافورة عندما فقد الاتصال بها، وذكر مصدران بحريان أن تقييما أوليا يشير إلى أن "الحرس الثوري" حرك ناقلة النفط الخام نحو الساحل الإيراني.
في غضون ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مجلس محافظيها سيعقد اجتماعه السنوي الأخير لهذا العام خلال الفترة من 19 إلى 21 نوفمبر الجاري ويتضمن جدول أعماله "واتفاق الضمانات مع إيران، بينما كشفت مصادر لوكالة "بلومبيرغ" للأنباء عن إعداد دول غربية أوامر جديدة للسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحديد وضع مخزون إيران النووي، قائلة إن اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيبحث تقريرا سريا صدر الأربعاء الماضي، أكد أن إيران لم تسمح لمفتشيها بدخول المواقع النووية التي قصفتها إسرائيل والولايات المتحدة في يونيو الماضي، مؤكدة أن التحقق من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب "متأخر منذ فترة طويلة"، وجاء في التقرير الموجّه إلى الدول الأعضاء، أن عدم حصول الوكالة على إمكانية الوصول إلى المواد النووية في إيران لمدة خمسة أشهر يعني أن عملية التحقق منها متأخرة منذ فترة طويلة، مشددة على أنه من الضروري للغاية أن تتمكن الوكالة من إجراء التحقق في أقرب وقت ممكن.
في المقابل، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأمم المتحدة، إلى فرض إجراءات مناسبة على الولايات المتحدة وإسرائيل، إثر الضربات العسكرية التي استهدفت مواقع نووية إيرانية في يونيو الماضي، قائلا إن الرئيس دونالد ترامب ومسؤولين أميركيين آخرين يتحملون مسؤولية جنائية عن الضربات، عقب اعتراف الرئيس الأميركي بأنه وجّه الهجوم الإسرائيلي الأول على إيران في 13 يونيو، مضيفا في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن الدولي، أن إسرائيل والولايات المتحدة يجب أن تخضعا لجبر الضرر، بما في ذلك رد الحقوق والتعويض عن الأضرار التي لحقت بإيران، معتبرا اعتراف ترامب يشكل دليلاً واضحاً على سيطرة الولايات المتحدة خلال الحرب بين إيران وإسرائيل التي استمرت 12 يوما، قائلا "هذا بالطبع لا يعفي جميع الأفراد من المسؤولية الجنائية الفردية، بمن فيهم داخل الكيان الإسرائيلي الذين شاركوا في ارتكاب جرائم الحرب سواء بالقيادة أو الأمر أو التنفيذ أو المساعدة أو التسهيل".