لو كنت مسؤولاً إسرائيلياً نافذا، رفيع المستوى لتركتُ حالَ غزة المنكوبة كما هي عليه: 53 في المئة من خيرة أراضيها (الزراعية) في يد الجيش الإسرائيلي، و47 في المئة من مساحتها الصغيرة في يد بني سنوار المتخلّفين، فيما جرى ويجري حصر أهل غزة في حظيرة (زريبة) كالحيوانات ينتظرون من يعلفهم ويشرّبهم يومياً؛ لحين ذبح البعض منهم بالآلة الصهيوأميركية المتوحشة من وقت لآخر، والجزيرة بتحصي.
ودراويش الدّين يبشّرونهم بالجنة. طبعاً "حماس" مستعدة لقبول هذا وذاك، بل ها هي تعوّد أهل غزة، على التعايش مع حال: كُل واشرب ببلاش يا غزاوي، واحمد الله، على ما أصابك.
فكله مقدّر ومكتوب، وترّوج عن طريق ذبابها الالكتروني، أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها في كل مناحيها بغزة التي غزاها البين. حتى المدارس بدأ الطلاب الغرازوة يعودون إليها وفق "الجزيرة " وكأن شيئاً لم يُدمر في غزة. فعلا البعض منا، ولا أريد أن أقول الكثير منا لا يستحي، ولا يعتبر، ولا يتعظ، وعقله والصخر واحد، عنيد.
المهم: تبقى القضية لنسترزق منها، بعد ضياع الأرض.
تبدو حاليا "حماس" الماكرة الخبيثة تغازل إسرائيل، كي ترضى عنها، بعد أن تأدّبت وعادت إلى صوابها، كما كانت تريدها المخابرات الإسرائيلية الداهية، التي صنعتها في الثمانينات من القرن الماضي في غزة؛ لابتزاز حركة "فتح"، وتقسيم الفلسطينيين إلى الأبد، وقد صار هذا وذاك للأسف الشديد..! عند "حماس" الداهية أن تبقى في السلطة، وفي حكم أهل غزة المساكين وغصبا عنهم، أو بخاطرهم، وتشارك في عملية تعمير غزة، والتكسّب المالي من ورائها، وكله راح يتعّمر يا صابر... ووقف النار صامد.
لكن الأهم؛ أننا نحن الغزازوة الحقيقيين اكتشفنا اللعبة القذرة التي يلعبها بنو سنوار وبنو نتنياهو معا ضد أهل غزة الفقارى، لذا؛ فمن واجب أهل غزة أن يفشلوا هذه اللعبة المنحطّة،فيرفعوا راية العصيان المدني، عصيان التعامل مع بني السنوار ومن يؤيدهم، بل والعمل بكل وسيلة ممكنة لطردهم من غزة، أو بعبارة أدق: لتطهير غزة منهم؛ فلا حياة كريمة، وعزيزة لأهل غزة، وبنو سنوار وبنو نتنياهو يتقاسمون أرض أهل غزة، ويتآمرون سراً وعلناً، لقتل العشرات منهم يومياً من دون اعتراض أو تبرم أو تذمر من أحد.
اللهم إني قد بلّغت، اللهم فاشهد.
صحافي فلسطيني