حوارات
ينسب المثل عنوان المقالة الى حكيم العرب أكثم بن صيفي، وهو يشير الى ضرورة اقتناع الانسان بما لديه، وامتناعه عن مدّ نظره الى ما في أيدي الناس.
ومن بعض أسباب عدم اكتفاء بعض الأفراد بما لديهم، وبما يمتلكونه، ويتمتّعون به من نِعَمْ، وأفضال، وخيرات، وترتيبات حياتية مناسبة، ولماذا ما هو بسيط ومتواضع وقليل، لكنه كافٍ أفضل ممّا هو سمين في أيدي الناس، نذكر ما يلي:
-الأسباب: فُطِرَ الكائن البشري على الجدل، وعدم القناعة، وعدم الرضا بما هو عليه من حال تتناسب مع طبيعة شخصيته واحتياجاته الفعلية، وعلى الطمع، وعلى التنافس مع الآخرين.
العقلاء يكبحون هذه الرغبات المفرطة، وينتهجون نمطاً سلوكياً معتدلاً في حياتهم، وأهل الطمع والشره يفعلون العكس، فلا يملأ أفواهم إلاّ التراب، ويعودون كما بدأوا إلى التراب خالي الوفاض، لا يجلبون الى قبورهم سوى أجسادهم، وأعمالهم، وحسناتهم وسيئاتهم.
ولا يكتفي البعض بما يتمتّعون به من نِعَمْ، حرم منها مئات الآلاف، بسبب أنها تغيب عن أبصارهم المغشية بالشره، ويبدو وكأنّ هذا النفر يسقطون باستمرار في دوّامة لا تتوقّف، فلا هم يستطيعون اشباع رغباتهم، ولا يستطيعون تحقيق الرضا الذّاتي الذي يسعون ورائه.
-سمين الآخرين: سمين غيرك لا ينفعك، فلا تمدنّ بصرك إليه، حتى لا تجلب إلى نفسك صداعاً مزمناً، لكي لا تبدأ تغشى بصيرتك بتناسيك ما أنت فيه، وما أنت عليه من عيش يناسبك، وما هو أمامك وخلفك، وعن يمينك وشمالك في حياتك الخاصة والعامة من نِعَمْ، وأفضال لا تعدّ ولا تحصى. وربما سيؤدي مدّ نظرك الى ما في أيدي أناس آخرين بإصابتك بالتخمة (عسر الهضم)، وانتفاخ البطن، وأمراض وأخلاقية ونفسية تتسبب بإعتلالك، بينما أنت أساساً في غنى عن ذلك، وصديقك الذي تنتقده في سرّك لأنه لا يوفي بكل توقّعاتك النرجسية، ربما يكون أفضل شخص صادقته في حياتك، لكن بسبب جدليتك كإنسان، فيبدو أنه لا يرضيك شيء إطلاقًا، فما تعتقدّ أنه غثّ وغير كافٍ في حياتك، ربما يكون هو ما تستحقه وفقاً لقوانين الكون.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi