ليعذرني معالي رئيس ديوان الخدمة المدنية، والسادة الافاضل مديري الاقسام، اذا عبثنا باقوالنا في ظرف لا نرى الا البكاء على زمن كانت الوزارت والمقرات الحكومية ترى الموظف الكويتي كأنه باقة ورد وسط موظفين قادمين من كل فج عميق، جنسيات لم نكن نسمع ببلدانهم الا في نشرات الاخبار.
لا بأس فالكويت مضيافة، وما كان بالامس كان للامس وزمن مضى، لكن ماذا عن اليوم، زمن اصبحت فيه حسابات الداخل غير الخارج، وما كان هناك موظفون في مناصب مطبخ القرار صار كل ذلك بالامس، اما اليوم فنحن في زمن الوظيفة الحكومية، التي باتت عزيزة ونادرة، ولا مكان الا لذوي الحظ، وهو ما نرجو أن تتغير اساليب النظام الوظيفي برمته، حتى يصل الحق لكل صاحب حق، وصاحب حظ بعيداً عن لعبة الـ"شيش بيش"، التي لا يبدو انها تناسب ظرفاً اصبح فيه اعداد الشباب عاطلين عن العمل، يقفون صفوفاً على باب الديوان.
لماذا كل هذا؟
مسؤولو الديوان قبل فترة بشروا الحكومة اولاّ، والمواطنين تالياً والعاطلين اخيرا ان مشلكة التوظيف انتهت بعد ان نجح الديوان بتوفير الوظائف لآلاف العاطلين من الشباب والشابات خريجي الجامعات المحلية والعالمية.
كانت مناسبة جيدة ليحتفل الشباب بالخبر السعيد من أن المستقبل بخير، لكن كما نقول "يا فرحة ما تمت"، فالبشارة كانت مجرد بالون اختبار، وما حدث أن طلبات التوظيف توقفت على بوابات الوزارات، لان لا حاجة لتكديس الموظفين في غرف ضيقة، لا تتسع لغير الموظفين الموجودين، فكانت صدمة، والعودة إلى النوم إلى أن يحين الفرج من رب العزة والجلال.
الديوان يبدو قد رأى أن التوظيف في ظل اعداد مهولة من الطلبات، وفي ظل عدم الحاجة الفعلية لموظفين جدد، خرج بـ"فنتك" وهي التوظيف وفقاً لشروط، وهي الاولوية للمتزوجين وللشهادات القديمة، والتخصص، وحاجة الوزارات.
لو كان السادة قادة الديوان وضعوا في الحسبان أن اعداد العاطلين سوف تزداد مع افواج الخريجين من الجامعات والمعاهد الحكومية والاهلية ومن الخارج، لكان على الديوان أن يخرج من الحلول التقليدية التي من الصندوق، ويبتكر حلولاً ابداعية.
انا على يقين سيعجز الصندوق بتلك الحلول الكلاسيكية التي اكل عاليها الدهر وشبع، لن يحقق الديوان وبعده مجلس الوزراء حل البطالة السنوية.
خريجو الجامعات والمعاهد تزداد اعدادهم من عام الى عام، والمتسربون من المراحل الاولى لا تقل اعدادهم عن خريجي الجامعات، فهل وضع هذا في الاعتبار، يعني أنت مطلوب منك توفير وظايف للجامعيين والمتسربين من المراحل الاولى؟
على السادة الافاضل في الديوان ادراك أن التوظيف يصعب من عام الى عام، وهي معضلة عصية على الحل بالحلول التقليدية.
صحافي كويتي
[email protected]