الاثنين 17 نوفمبر 2025
27°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
أَسْبَابْ عَدَمْ الاِتِّعَاظ
play icon
كل الآراء

أَسْبَابْ عَدَمْ الاِتِّعَاظ

Time
الأحد 16 نوفمبر 2025
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ" (الحشر 2).

يُفترض بالإنسان البالغ عمرياً، ومن يفترض أن يكون أيضاً ناضجاً نفسيّا، ويملك قدراً مناسباً من التحكّم بالذّات، أن يتّعظ بما يراه ويسمعه، لكي يصبح اليوم إنساناً أفضل من الأمس.

ومن بعض الأسباب الرئيسية لعدم الاتّعاظ، نذكر ما يلي:

-الانفصال عن الواقع: ينفصل الفرد عن واقعه المحيط به، وأحياناً عن الواقع الكوني، لأسباب شخصية اختيارية بحت، أو بسبب وجود اختلال ما في تفاعل كيماويات الدماغ، أو بسبب ضعف الوعي، أو بسبب الانطواء على الذّات، ولضيق الأفق، وربما لعدم الرغبة في التعلّم من التجارب السابقة!

-الاغترار بالنفس: يغتر المرء بنفسه عندما يفرط الاعجاب بها، حتى يصل إلى مرحلة جنون العظمة، فيبدأ يظنّ أنّه الأكثر حكمة من الآخرين، والأحدّ بصيرة، بينما هو في الحقيقة شخص عادي جدا، وذلك بسبب أنّ الغرور يكوّن غشاوة داخل العقل وعلى العينين، وتضطرب البوصلات الفكرية والنفسية، فيبدأ يخلط الحابل بالنابل، ويخبط خبط عشواء، حتى يبدأ يتحوّل هو نفسه الى موعظة ودرس حيّ للناس.

-ضعف أو غياب الحسّ الأخلاقي: ينشأ في عقل الانسان حسّ أخلاقيّ يفرّق فيه بين الخير والشر، ويستطيع به إصدار أحكام أخلاقية تجاه الآخرين، وتجاه ما يتعرّض له من مواقف حياتية مختلفة، لكن عندما يضعف الحسّ الأخلاقي عند أحدهم، يؤدي ذلك الى اندفاعه في كلامه وتصرّفاته، بسبب أنه لم يعد يحسّ بوخز الضمير، ولن يتّعظ هذا النوع من الأفراد المضطربين روحياً وأخلاقياً بسبب ظنّهم أنّ المبادئ والقيم الأخلاقية هي مجرّد أمور نسبية، يستطيع الانسان استعمالها وقت ما تخدم مصلحته، ويتجاهلها عندما تتعارض مع مصالحه، وهذه الحالة أسوأ من البلادة الأخلاقية، بسبب أنه لا شيء بالنسبة له ينافي منطقه الأخلاقي المعوج.

- رفض تحمّل المسؤولية الأخلاقية الشخصية: لا يتّعظ بالتجارب والدروس الحياتية من يرفض تحمّل والايفاء بمسؤوليته الأخلاقية تجاه نفسه بخاصّة، ومن صفاته لوم الآخرين على سوء تصرّفه الشخصي، ويتجاهل دوره الكارثي في ذلك، والآخر بالنسبة له هو المخطئ دائماً، فاتّعظ قبل أن يتّخذك الآخرون عبرة.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار