الأمم المتحدة تبحث إرسال فريق تقييم إلى الفاشر... ومصر وأميركا تدعوان إلى هدنة وعملية سياسية
الخرطوم، عواصم - وكالات: بعد تقدم قواته بعمليات خاطفة في منطقتي أم دم حاج أحمد وكازقيل، استعاد الجيش السوداني مناطق جديدة في إقليم كردفان، فيما يواصل معاركه العنيفة مع قوات الدعم السريع في محاور عدة، حيث شهدت محاور القتال في إقليم كردفان عمليات عسكرية نشطة للجيش وأفادت مصادر مطلعة أمس، بأن الجيش دفع بقوات جديدة في محاور كردفان من عناصر العمل الخاص والقوات الجوالة استعداداً لشن هجمات جديدة من أجل استعادة السيطرة على مدينة بارا شمال شرق مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان، إضافة إلى التوغل جنوباً وغرباً نحو الحمادي الدبيبات، بينما قالت مصادر ميدانية إن قوات الدعم السريع تواصل قصفها المدفعي على محيط الفرقة الثانية والعشرين بمدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، مستهدفة مواقع الجيش الدفاعية في إطار سعيها لتليين الدفاعات ومحاولات كسر الطوق المفروض على الفرق، كما أضافت المصادر أن قوات الدعم السريع تستمر في عمليات التحشيد حول بابنوسة حيث تستعد لمهاجمتها براً بهدف السيطرة على المدينة، باعتبارها آخر مناطق الجيش في غرب كردفان، مشيرة لتجدد الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في محيط بابنوسة.
وفيما تتركز المعارك حالياً في إقليم كردفان الذي يربط الخرطوم ووسط السودان بإقليم دارفور، الذي تمكنت قوات الدعم السريع سابقاً من السيطرة التامة عليه بعد دخول الفاشر وارتكاب مجازر بشعة بحق المدنيين، قال مبعوث الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية مسعد بولس إن واشنطن تقدمت بمبادرة لهدنة إنسانية مدتها ثلاثة أشهر في السودان، بدعم من السعودية والإمارات ومصر، مضيفا أن المبادرة الأميركية تهدف للوصول إلى تطبيق خارطة الطريق التفصيلية التي وضعتها الرباعية الدولية في 12 سبتمبر الماضي للوصول إلى سلام دائم، واصفا الحرب في السودان بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم، معرباً عن أمله بأن تحرز الجهود الديبلوماسية تقدماً نحو السلام، مشددا على أن الفظائع التي حدثت في الفاشر خلال الأسابيع الماضية غير مقبولة على الإطلاق، داعيا لإيقافها بأسرع وقت ممكن، بينما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي مجددا أهمية إيقاف إطلاق النار وتهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة السودان وسيادته واستقراره، مدينا خلال اتصال هاتفي مع المبعوث الأميركي، الفظائع والانتهاكات المروعة التي شهدتها مدينة الفاشر، مشددا على أهمية تنفيذ بيان الرباعية حول السودان ببنوده كافة بما في ذلك تحقيق هدنة إنسانية شاملة تمهيدا لإطلاق عملية سياسية مستدامة تضمن وحدة الدولة السودانية.
وبينما أعلنت شبكة أطباء السودان أمس، تسجيل 32 حالة اغتصاب مؤكدة خلال أسبوع لفتيات من مدينة الفاشر، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر أن الأمم المتحدة تعمل على إرسال فريق تقييم إلى الفاشر بضمانات أمنية كاملة، قائلا خلال زيارته منطقتي كورما وطويلة بشمال دارفور، حيث تدفقت موجات نزوح من الفاشر واطلع على الوضع الإنساني للنازحين واحتياجاتهم في المخيمات، إنه استمع إلى العديد من القصص عن الرعب الذي عاشه الناجون من الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، مضيفا أنه التقى في طويلة نساء تحمّلن أفظع أهوال حصار الفاشر، مؤكدا ضرورة توفير الحماية والمساعدات الإنسانية للنازحات متابعا "هؤلاء النساء يشتركن في قصص العنف، وهذا تذكير بأن الحماية أمر مركزي".