تظاهرات حاشدة تضامنا مع غزة قبل مباراة ودية بين مجموعة من اللاعبين الفلسطينيين ومجموعة من اللاعبين الإسبان من إقليم الباسك في بلباو بإسبانيا (أب)
إدارة ترامب تضغط للانتقال للمرحلة الثانية وحل أزمة عالقي رفح... ونتنياهو ووزراؤه: لن تكون هناك دولة فلسطينية
غزة، عواصم - وكالات: فيما يبدو أن المحادثات بين تل أبيب وواشنطن بشأن المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة وصلت إلى طريق مسدود، كشفت وسائل إعلام عبرية نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدرس تخطي مسألة نزع سلاح حركة "حماس" وبدء تنفيذ إعادة إعمار قطاع غزة، حيث أكد مسؤولون إسرائيليون مشاركون في المناقشات مع واشنطن لقناتي "13" و"أي 24" العبريتين أن التغيير المحتمل في الاتجاه يدفع المحادثات مع الاحتلال بشأن مستقبل غزة إلى طريق مسدود، وقال مسؤول أمني إسرائيلي للقناة "13" إنه لا يمكن أن يكون هناك إعادة إعمار قبل نزع السلاح، معتبرا أن هذا يتعارض مع خطة ترامب وأنه يجب نزع سلاح غزة.
وبينما تضغط الولايات المتحدة باتجاه الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، كما تضغط الإدارة الأميركية على الاحتلال لإنهاء أزمة مقاتلي "حماس" العالقين في رفح جنوب قطاع غزة، كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية أن واشنطن تضغط لتحقيق حلول قابلة للتطبيق بشأن المقاتلين في أنفاق رفح، ناقلة عن مصدر إسرائيلي قوله إن الأميركيين يريدون المضي قدماً إلى المرحلة التالية لاتفاق غزة وإغلاق ملف مقاتلي رفح، في حين أضاف مصدر آخر أن ترحيل مقاتلي "حماس" إلى دولة ثالثة كان من الأفكار التي طُرحت للنقاش، وسط رفض تل أبيب خروج المحاصرين دون إعلان استسلامهم وتسليم أسلحتهم، وأشار مسؤول أمني إسرائيلي إلى أن المحادثات بين دولة الاحتلال والولايات المتحدة تواصلت على مدار الأسابيع القليلة الماضية ووصلت إلى طريق مسدود، معتبرا أبرز العوائق أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق مواجهة الأميركيين صعوبة في تشكيل القوة الدولية التي يفترض أن تكون مسؤولة عن نزع السلاح من القطاع مع عزمهم الانتقال مباشرة إلى مسألة إعادة إعمار غزة، معتبرا الترتيب غير مقبول من دولة الاحتلال التي تتمسك بعدم إعادة الإعمار قبل نزع السلاح بشكل تام، فيما وصف مسؤول إسرائيلي كبير الوضع المؤقت بأنه "الأسوأ على الإطلاق"، محذرا من أن قوة "حماس" تعززت في الأسابيع الأخيرة منذ انتهاء الحرب.
من جانبهم، أطلق وزراء الاحتلال موجة جديدة من التصعيد، حيث شدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على أن "حماس" ستُجرّد من سلاحها إما بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة، قائلا في مستهل اجتماع حكومته إن غزة ستُنزَع أسلحتها و"حماس" ستُجرَّد من سلاحها إما بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة، مضيفا أن معارضة حكومته لإقامة دولة فلسطينية على أي جزء من الأرض لم تتغير، وبينما وجّه نتنياهو انتقادات حادة إلى وزير حربه يسرائيل كاتس، متهما إياه بتجاوز الإجراءات و"الإفراط في التغريد" وبمحاولة نسب إنجازات لنفسه، مشدّدا على أن التعيينات الأمنية، بما في ذلك تعيين المدعي العام العسكري الجديد تُحدَّد بالتنسيق معه شخصيًا، زعم كاتس على منصة "إكس" أن سياسة العدوان الإسرائيلي واضحة وأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، مضيفا أن قوات جيش الاحتلال ستبقى على قمة جبل الشيخ الذي يشرف على دمشق وسهل البقاع اللبناني والجولان المحتل والمنطقة العازلة ضمن الحدود السورية، مشددا على أنه سيتم تفكيك الأنفاق في قطاع غزة حتى آخر نفق وسيتم نزع سلاح "حماس" ضمن مناطق الخط الأصفر من قبل جيش الإحتلال وفي قطاع غزة القديم بواسطة القوة الدولية أو جيش الإحتلال، في حين وجه وزيرا مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير المتطرفين انتقاداتهما لأي تحرك دولي من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهاجما نتنياهو واتهماه بالصمت والعجز السياسي.
بدورها، كشفت مصادر إسرائيلية أن "هجمة الانتخابات التمهيدية" التي يشنّها كاتس كما وصفها بدقة نتنياهو والتي تجلّت في تغريدته على "إكس" لم تُكتب بالتنسيق مع رئيس الحكومة ولا بموافقته، واصفة إشارته لمنع إقامة دولة فلسطينية بأنها ليست ضمن صلاحياته بأي شكل من الأشكال، كونها تدخل في إطار السياسة، مضيفة أن حديثه بشأن تموضع جيش الإحتلال في الجنوب السوري يدخل أيضاً ضمن صلاحيات الحكومة ورئيسها، زاعمة انه على الرغم من أن له تأثير على المنظومة الأمنية، إلا أن قرار البقاء في المنطقة العازلة أم لا يرتبط باتفاقات سياسية مستقبلية، موضحة أن نتنياهو يحاول كبح جماح تغريدات الانتخابات التمهيدية المتواصلة التي يطلقها كاتس، إلا أن بعض المراقبين يشككون في إمكانية نجاحه في إيقاف "الانفجار".
ميدانيا، واصل الاحتلال خروقاته، حيث قصفت مقاتلاته مواقع شرق مدينة خان يونس صباح امس، واستهدفت الغارات المناطق الواقعة داخل الخط الأصفر وتحت سيطرة الاحتلال، كما سُمعت بين الحين والآخر أصوات عمليات نسف للمباني فضلاً عن قصف مدفعي في محيط المنطقة، بينما تواصل أوضاع النازحين التدهور بشكل غير مسبوق في ظل المنخفض الجوي الذي ضرب القطاع، ما أدى إلى تضرر مئات الخيام وانهيار بعضها وارتفاع منسوب المياه في الشوارع ومناطق الساحل وسط مواصلة السلطات الصحية محلية والدفاع المدني والمؤسسات الإغاثية إطلاق نداءات استغاثة خشية دخول المنطقة في كارثة إنسانية وبيئية نتيجة الفيضانات وتلف الخيام وغياب وسائل الحماية، في حين كشفت مصادر مطلعة أن "حماس" أوقفت خلال اليومين الماضيين عمليات البحث المشتركة مع الصليب الأحمر عن جثامين الجنود الإسرائيليين الثلاثة بسبب الأحوال الجوية السيئة والعاصفة التي أثرت على قدرة الطواقم على الوصول إلى المناطق المطلوبة.