الثلاثاء 18 نوفمبر 2025
22°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
زيارة القرن
play icon
كل الآراء

زيارة القرن

Time
الاثنين 17 نوفمبر 2025
صالح بن عبد الله المسلم

تحمل زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن أبعاداً قد تعيد تشكيل مسار العلاقات الأميركية- السعودية خلال السنوات المقبلة، فهي ليست زيارة بروتوكولية، بل مفصلية تسعى إلى ترسيخ التعاون الأمني، وتوقيع صفقات طاقة كبرى (الغاز الطبيعي المسال)، تعزيز الاستثمارات المتبادلة، طرح مبادرات سياسية إقليمية، تحسين الصورة الدولية للمملكة.

نجاح الزيارة سيعني فتح فصل جديد أكثر استقراراً، وقوة في العلاقة بين البلدين، بينما تواجه بعض الملفات- خصوصاً الحقوقية- مخاطر قد تحد من سقف النتائج.

ومع ذلك، تبقى السعودية اليوم لاعباً إقليمياً لا يمكن تجاوزه، وتبقى الولايات المتحدة شريكاً محورياً، ما يجعل هذه الزيارة واحدة من أهم محطات 2025 في الشرق الأوسط. تأتي زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن في لحظة حساسة وذات دلالات ضخمة على مستوى العلاقات الدولية، فهي أول زيارة رسمية له منذ عام 2018، ما يجعلها حدثاً محورياً يعكس استئناف التواصل القوي بين العاصمتين، وإعادة ضبط البوصلة الستراتيجية بين الرياض وواشنطن. تشير الزيارة إلى رغبة مشتركة في تجاوز الفترات السابقة التي شهدت بعض التوتر أو البرود في العلاقات، فبعد غياب طويل، تعود الاتصالات السياسية المباشرة إلى الواجهة، بما يعكس إدراكاً أميركياً لأهمية السعودية كركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي، وإدراكاً سعودياً لأهمية الولايات المتحدة كشريك اقتصادي وأمني لا يمكن الاستغناء عنه.

تسعى الرياض لتعميق شراكاتها مع واشنطن عبر مجموعة من الملفات الاقتصاد والاستثمار، الطاقة والغاز، الأمن والدفاع.

وتأتي هذه الرغبة في ظل تسارع مشاريع رؤية 2030، التي تتطلب تحالفات قوية مع القوى الاقتصادية والتقنية العالمية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

وتأتي هذه الخطوة ضمن ستراتيجية المملكة لتوسيع حضورها في سوق الغاز المسال عالمياً، وضمان مصادر مستقرة ومتكاملة للطاقة، كما يعزز ذلك التعاون بين البلدين في ملف الطاقة الذي ظل لعقود أساس العلاقة الثنائية.

من أبرز القضايا المطروحة احتمال مناقشة اتفاق دفاعي، أو أمني مشترك، قد يمنح السعودية ضمانات أمنية أميركية، وتعاوناً استخباراتياً أكثر عمقا، شراكات في التصنيع العسكري، وبعض الأنظمة الدفاعية.

والولايات المتحدة من جانبها ترى أن تعزيز علاقتها الأمنية مع قوة إقليمية، كالسعودية، يساعد في مواجهة النفوذ الإيراني، ويحقق توازناً في منطقة شديدة الحساسية.

الزيارة تمنح السعودية فرصة لإظهار نفسها كشريك دولي عقلاني يستثمر في التكنولوجيا، ويقود مبادرات سياسية، ويشارك في تأمين استقرار الطاقة العالمي.

إذا تم إغلاق صفقات الغاز المتوقعة، فستكون خطوة ستراتيجية قوية للطرفين، تعزز أمن الطاقة وتزيد التعاون الاستثماري بين البلدين.

ربما نشهد الإعلان عن صناديق استثمار مشتركة، أو شراكات بين شركات سعودية وأميركية في القطاعات المتقدمة، خصوصاً الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، والـ"روبوتات".

كاتب سعودي

آخر الأخبار