شدّدت المجموعة الخليجية لدى الأمم المتحدة على ضرورة احترام القوانين الدولية والإنسانية ومحاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني، داعيةً إلى ضمان المساءلة من خلال الآليات الدولية المعنية، بما في ذلك محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
جاء ذلك في كلمة دولة الكويت، التي ألقاها السكرتير الثاني بوفدها الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالرحمن العجمي مساء أمس الثلاثاء، نيابةً عن المجموعة الخليجية، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند "الممارسات الإسرائيلية والأنشطة الاستيطانية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني".
واستهل العجمي حديثه بالإشارة إلى تقارير أممية — من بينها تقرير اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية — ذكرت أن الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 70 ألف إنسان منذ أكتوبر 2023، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأن 70 بالمئة من قطاع غزة دُمّر.
ولفت إلى تقرير ذي صلة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يُظهر أن سلطات الاحتلال نقلت صلاحيات سيادية إلى الوزارات المدنية بهدف دمج الضفة الغربية في المنظومة الإسرائيلية الداخلية.
وأشار إلى أن برلمان الاحتلال (الكنيست) أقرّ تشريعات تمكّن الإسرائيليين من شراء الأراضي في الضفة الغربية وضمّ 14 مستوطنة حول القدس، فضلاً عن اعتراف حكومة الاحتلال بـ 22 مستوطنة جديدة.
وأعرب العجمي عن إدانة المجموعة الخليجية لاستمرار الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال والمستوطنون ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، والاقتحامات المتكررة لباحات المسجد الأقصى المبارك، وبناء الوحدات الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
واعتبر أن هذه الممارسات مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، بما فيها قرار مجلس الأمن رقم (2334) لعام 2016، والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لعام 2004، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.
وتطرّق العجمي إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي يؤكد أن الاحتلال ملزم بإنهاء وجوده غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتقديم التعويضات عن الأضرار الناجمة عن أفعاله غير المشروعة.
كما أشاد باعتماد الجمعية العامة إعلان نيويورك بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حلّ الدولتين، باعتباره تعبيراً واضحاً عن الإرادة الدولية لرسم مسار لا رجعة فيه نحو إقامة دولة فلسطين المستقلة.
وأشاد كذلك بالمؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وحلّ الدولتين، الذي شاركت في رئاسته المملكة العربية السعودية وفرنسا، دعماً لجهود التحالف العالمي لتنفيذ حلّ الدولتين.
ورحب باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أكتوبر الماضي في شرم الشيخ، مؤكداً استعداد المجموعة الخليجية للتعاون البنّاء مع جميع الأطراف المعنية لضمان تنفيذ الاتفاق وتحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة.
وختم السكرتير الثاني الكلمة بالقول: "العدالة ليست شعاراً، بل طريق نحو السلام الحقيقي، وإن الاحتلال — مهما طال — إلى زوال"، مجدداً التزام المجموعة الخليجية بدعم الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته المشروعة في الحرية والكرامة والاستقلال.