العوضي: تطبيق "سالم" نقلة نوعية في الخدمات الصحية الرقمية

• منصة موحدة تُقرب المريض من الخدمات الطبية ومقدميها عبر ملف صحي شامل

• يوفر ميزة إضافة أفراد الأسرة في ملف واحد ويسهل حجز المواعيد عبر دمج 8 أنظمة منفصلة

أعلن وزير الصحة د. أحمد العوضي الإطلاق التجريبي لتطبيق "سالم"، مؤكدًا أنه يمثل مرحلة جديدة من التحول الرقمي في القطاع الصحي. ويأتي التطبيق بعد ست سنوات من إطلاق "كويت صحة" عام 2019، الذي تجاوز عدد مستخدميه المليون، لافتًا إلى تسجيل 90 ألف مواطن منذ بدء تفعيل التطبيق الجديد.

وقال العوضي خلال العرض المرئي الذي نظمته وزارة الصحة الليلة على مسرح مركز التواصل الحكومي، إن "سالم" صُمم ليجمع الخدمات الصحية في منصة موحدة تُقرب المريض من الخدمات الطبية ومقدميها، من خلال ملف صحي شامل مرتبط بجميع أنظمة الوزارة، إضافة إلى منظومة إلكترونية متطورة لحجز المواعيد، والتواصل الفوري عبر الإشعارات، وإمكانية الاطلاع على ملف العائلة.

وأوضح أن التطبيق يوفر ميزة إضافة أفراد الأسرة ــ الآباء والأبناء ــ في ملف واحد، وهي خطوة تُعد الأولى من نوعها في الكويت، كما يضم قاعدة بيانات طبية ضخمة تشمل: 85 ألف تقرير أشعة، و400 ألف تقرير طبي، و4 ملايين تطعيم، و17 مليون زيارة لمستوصف أو مركز صحي، و18 مليون فحص مخبري، و19 مليون وصفة طبية، تمت أرشفتها بالكامل ضمن منظومة "سالم".

ولفت العوضي إلى أن التطبيق يسهل عملية حجز المواعيد عبر دمج ثمانية أنظمة منفصلة في نظام واحد، ما يضمن للمراجع سرعة وسهولة اختيار الموعد المناسب، كما يقدّم خدمة الدفع الإلكتروني ليكون أول تطبيق حكومي صحي يتيح السداد المباشر بخطوة واحدة، موضحًا أن هذه الميزة ستسهم في تبسيط حصول المواطنين والمقيمين على مختلف الخدمات.

وأكد أن "سالم" يوظّف تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر نموذج " ChatGPT " طبي، قادر على قراءة الملف الصحي، والتواصل كتابة وصوتًا، وتلخيص وترجمة المحتوى الطبي، إضافة إلى تقديم إرشادات دوائية وتوضيح طريقة استخدام الأدوية، مشددًا على أن الذكاء الاصطناعي "لا يمكن أن يحل محل الطبيب أو الصيدلي"، بل يشكل أداة داعمة لتعزيز الوعي وتبسيط المعلومات الصحية.

وأشار إلى أن التطبيق يتكامل مع منظومة "هويتي" لضمان أعلى مستويات الحماية والخصوصية، موضحًا أن القائمة الرئيسية للتطبيق تضم خمسة محاور: الملف الصحي، الخدمات الرئيسية، المواعيد، الوصفات الطبية، والعناية الطبية.

وأضاف العوضي أن مشاركة المجتمع عنصر أساسي في نجاح التطبيق، داعيًا المواطنين والمقيمين إلى استكمال بياناتهم الطبية، مؤكدًا أن هذه المعلومات ستسهم في رسم خطط مستقبلية دقيقة لمتابعة الأمراض المنتشرة وتحسين جودة الخدمات.

ولفت إلى أن الوزارة تفخر بتحويل الإجازات المرضية إلى نظام رقمي متكامل يتيح الحصول عليها إلكترونيًا دون الحاجة لمراجعة المراكز الصحية، إضافة إلى إتاحة نتائج الفحوصات والأشعة والملفات الطبية من جميع المستشفيات عبر التطبيق. وكشف أنه مع بداية العام المقبل سيتم إدراج خدمة متابعة الوصفات الطبية للأبناء والوالدين، بما يمكّن الأسر من مراقبة العلاجات والمواعيد بسهولة أكبر.

وأوضح العوضي أن التطبيق يتيح أيضًا متابعة التقارير الطبية الصادرة داخل المستشفيات، بما يشمل تقارير الطبيب والمستشفى، والخدمات الطبية، والتطعيمات، والزيارات المرضية للمستوصفات والمستشفيات، إضافة إلى بيانات مختلف الأمراض.

كما يتيح التطبيق الاطلاع على التشخيصات الخاصة بالأمراض المزمنة، سواء صدرت في المستوصف أو المستشفى، إلى جانب متابعة الفحوصات والمراجعات الطبية وإضافتها إلى ملف المريض.

وأشار إلى إمكانية تقديم طلب فحص ما قبل الزواج، وحجز مواعيد المجلس الطبي للمواطنين والمقيمين.

وأضاف العوضي أن التطبيق يساهم في حجز مواعيد للأطباء الزوار، والاستعلام عن أسعار الأدوية، ويشمل خريطة تفاعلية داخل المستشفى لتسهيل الوصول إلى الخدمات، فضلًا عن إمكانية تقديم طلب لخدمة مكافحة القوارض في أي منطقة، مشيرًا إلى تدشين 20 سيارة لخدمة مكافحة القوارض مجانًا.

من جانبه، أشار وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الصحة الرقمية عادل الرشيدي إلى أن التطبيق يساهم في تسريع وصول الخدمات، وتوفير معلومات طبية عامة، وإتاحة الوصول إلى العيادة الافتراضية، إلى جانب عرض النتائج المخبرية لفحوصات الأمراض المزمنة وغيرها.

وأضاف أن تطبيق “سالم” يتيح متابعة نمط الحياة بشكل لحظي، وتوفير بيانات صحية ومؤشرات عامة تُسهم في تقديم صورة دقيقة عن صحة المواطنين والمقيمين.

من جهته، قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة د. عبدالله السند إن “سالم” يشكل محطة رئيسية في مسار تطوير المنظومة الصحية الرقمية في الكويت، مشيرًا إلى أن العالم يشهد تنافسًا واسعًا في توظيف الخدمات الإلكترونية لتقريب الرعاية الصحية من الأفراد.

وأضاف أن الخدمات الصحية لم تعد محصورة داخل المستشفيات والمراكز الطبية، بل أصبحت تقدم عبر منصات رقمية متطورة تتيح وصولًا سريعًا للمعلومات والخدمات، مؤكدًا أن رقمنة القطاع الصحي “ليست هدفًا بحد ذاته”، بل وسيلة لتحقيق صحة ورفاه المجتمع، وهو ركيزة أساسية في خطة التنمية ورؤية “كويت 2035”.

وأوضح أن التطبيق سيشكل حلقة وصل بين الأنظمة الإلكترونية المختلفة، وقاعدة موحدة للبيانات الطبية الضخمة التي تمتلكها الوزارة، بما يشمل التقارير والأشعة والفحوصات المخبرية والوصفات الدوائية، إلى جانب التوسع في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة المراجع.